هذا النداء أتوجه به إلى الإعلامية المحترمة والقديرة الدكتورة درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، لإنقاذ إذاعة القرآن الكريم المصرية، أقدم إذاعة للقرآن فى مصر والعالم العربى والإسلامى، وصاحبة الرسالة الإعلامية الحضارية والثقافية والدينية لمصر منذ نشأتها عام 64، من مخطط تلويث الإذاعة العريقة، وأصوات عمالقة دولة التلاوة المصرية بالإعلانات التجارية التى تنوى إدارة الإذاعة الجديدة فرضها داخل البرامج والفقرات الدينية
حتى لو كانت إعلانات عن الحج والعمرة، لأنها ستكون «الثغرة» التى تنفذ إليها باقى الإعلانات التى لا تتناسب مع شخصية وخصوصية الإذاعة التى ارتبطت لدى المستمعين العرب والمصريين والمسلمين بالرصانة الدينية، والقيمة العلمية فى نشر قيم الرسالة الدينية الإسلامية، بمضمونها وأهدافها الإنسانية الراقية، وانتشار مدرسة التلاوة المصرية العريقة عبر أصوات الشيخ محمد رفعت، والشيخ الحصرى، ومصطفى إسماعيل، وعبدالباسط عبدالصمد، وحصان
والمنشاوى وغيرهم من قمم القراءة الشامخة، والتى تردد صداها فى كل أرجاء العالم الإسلامى حتى كانت هى مدرسة التلاوة الرسمية، والنموذج لدى الشعوب الإسلامية.
هل يعقل أن تنتهى تلاوة قرآنية بديعة بصوت الشيخ رفعت أو الحصرى، ثم نستمع بعدها إلى فقرة إعلانية عن بسكويت أو مشروب أو مأكولات «حضرة العمدة» بمصاحبة موسيقى صاخبة تنبعث من إذاعة القرآن الكريم.. من يمكنه تصديق ذلك؟
الإذاعة التى انطلقت بتوجيهات وأوامر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر لمواجهة التحريف والتشويه للكتاب الكريم فى الستينيات، لا يمكن أن نتركها لعقول وأفكار من يديرون كل شىء فى مصر بعقلية «التجار» وأصحاب السلع التجارية، لتشويه وتلويث التراث العربى والإسلامى.
وحسب معلوماتى فالقطاع الاقتصادى بالتليفزيون يمارس ضغوطًا رهيبة لتفعيل إعلانات جديدة بإذاعة القرآن الكريم، لتحويلها إلى إذاعة تجارية هادفة للربح بعيدًا عن أهدافها الأصيلة للتنوير والتثقيف والتوعية والتربية الدينية الصحيحة
وجميع العاملين بالإذاعة تقدموا باحتجاجات للوزيرة ولرئيس الإذاعة لوقف هذه المهزلة التى لا تليق بسمعة وشخصية وتاريخ الإذاعة، ولم يتلقوا أى ردود حتى الآن.
ومن هنا نناشد الوزيرة الإعلامية الدكتورة درية بالتدخل للحفاظ على تراث وتاريخ إذاعى أصبح جزءًا أساسيًا وأصيلًا فى التكوين الثقافى للمصريين والعرب، من حملة التلويث الشرسة للإذاعة الأم لكل محطات القرآن فى العالمين العربى والإسلامى.