سعيد الشحات

هل وصلت رسالة إبراهيم محلب؟

الأحد، 13 أبريل 2014 06:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فعلها المهندس إبراهيم محلب وأقال محافظ الوادى الجديد اللواء محمود خليفة، بعد قيامه بتحرير توكيل لتأييد المشير عبدالفتاح السيسى لترشحه فى انتخابات رئاسة الجمهورية، «محلب» انتصر للحق وللمبدأ، ونجح فى أول اختبار تعرض له بعد قسمه بأن انتخابات الرئاسة ستكون نزيهة، وأن الحكومة لن تتدخل فيها لصالح مرشح بعينه.

رسالة رئيس الوزراء فيما يبدو أنها وصلت إلى باقى المحافظين، والشاهد ما نقلته الزميلة «المصرى اليوم» فى عددها الصادر أمس عن محافظ المنيا اللواء صلاح الدين زيادة الذى أصدر تعليمات مشددة لجميع القيادات التنفيذية بالمحافظة، بعدم التدخل فى الانتخابات، وتوعد بإقصاء أى مسؤول تثبت مخالفته لتلك التعليمات

وجاءت خطوة المحافظ - طبقا للخبر - بعد تورط مسؤولين وقيادات بقطاع التربية والتعليم وعدد من المصالح الحكومية فى المنيا فى القيام بتوثيق وجمع توكيلات لـ«السيسى» لدعمه فى الانتخابات الرئاسية، وإذا كان هذا ما فعله محافظ المنيا ليكشف عما يدور فى محافظته، فمن أدرانا بما دار فى باقى المحافظات؟

كتبت أمس عما شاهدته فى طوخ قليوبية، مسقط رأسى ومقر إقامتى، بذهاب قوافل من الإدارات الزراعية والمحلية إلى الشهر العقارى بـ«طوخ» لتحرير التوكيلات، فحصلت على تعليقات غريبة، بعضها يكذبنى بحجة أن «السيسى» لا يحتاج، وأن ما ذكرته هو محض افتراء، وغيرها من التعليقات التى تركت أصل الفعل، وناقشت «الفرع»، إحدى التعليقات قالت: «أنت عمال توجع دماغنا بطوخ بناقصها طوخ».

بالطبع «السيسى» لا يحتاج، ومادام الأمر كذلك، فلماذا تفعلها إدارات الدولة ؟، لماذا تصر على إعطاء صورة سلبية للانتخابات، لماذا تعيد نفس المشاهد التى كانت تحدث أيام نظام مبارك؟، من أعطى لهؤلاء الأمر بأن يفعلوا ما فعلوه؟، أما حكاية «بناقصها طوخ»، فتمتد إلى «بناقصها المنيا»، و«بناقصها الجيزة والإسكندرية ومحافظات بحرى والصعيد»، ويقودنا هذا المنطق إلى القول بأن حالة التعصب فى التبرير للممارسات الخاطئة، تكاد تصل بنا إلى القول «بناقصها مصر».

تعليمات محافظ المنيا تعزز اتهام تدخل بعض إدارات الدولة، وتقطع الطريق الذى مشيناه نحو تحقيق ديمقراطية تليق بثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو، ديمقراطية تليق بدماء الشهداء الذين نعيد قتلهم بنفس الممارسات التى قدم هؤلاء الشهداء أرواحهم لأجل القضاء عليها.
النخبة السياسية التى ناضلت طويلاً ضد استبداد مبارك ونظامه، أصاب الحول السياسى بعضها، لأنها تتحدث عما تسميه بمعركة انتخابية محسومة نتيجتها

وفى نفس الوقت تتجاهل ولا تقترب من إدانة هذه الممارسات الفاضحة، هى تخرج كل يوم على شاشات الفضائيات لتتحدث دون وعى منها لما يدور فى قاع المجتمع، فتحظى بلعنات المصريين الذين ثاروا ضد الاستبداد، وتوقعوا أن تستمر هذه النخبة فى نهجها بفضح كل ما يعيدنا إلى الوراء.

إصرار إبراهيم محلب على إقالة محافظ «الوادى الجديد»، أزاح الغطاء عن المسكوت عنه، وكشف مساخر «النخب» التى أتحدث عنها، فمهما قالت من نظريات، لن يصدقها الجمهور الذى يرى على الأرض عكس «اللت والعجن» الذى تقوله، وكأنها وحدها تملك مفاتيح الشعب المصرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة