فى أقل من عام تم إلقاء القبض على معظم قيادات جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى الكثيرين من مؤيديهم، كما تم التحفظ على أموالهم ومراقبة حساباتهم المصرفية، كما تم إغلاق أفرع شركاتهم فى مصر والخليج، وصار الإخوانى محاصر فى بيته وفى عمله وفى بلدته بنظرات الكراهية من أبناء مصر، كما أصبح نشاط الجماعة محظورا، وأصبح الانتماء إليها مجرما بحكم الدستور والقانون، وباتت الأغلبية الكاسحة من الشعب المصرى تعرف أن هذه الجماعة آفة أصابت الوطن، وأن التخلص من هذه الآفة أصبح ضرورة لتتقدم مصر، وتصبح قادرة على مواجهة أعدائها فى الداخل والخارج، ولقد تساءلت قبل أيام فى مقال بعنوان «وهل تحارب الدولة الإرهاب فعلا؟» عن خطة الدولة لمحاربة فكر الإخوان المتطرف ولم أجد إجابة، برغم أننى كنت أعلم أنها لا تخطط لشىء، وأنها ربما تكون مستمتعة بحالة الفزع التى تنتاب الشعب المصرى من عودة الإخوان، بل إنها تحاول بقدر الإمكان استمراء حالة «التفزيع» ليبقى الحال على ما هو عليه.
تعالى لنحكى الحكاية من أولها.. لتعرف أن ما يحدث الآن فى مصر الآن يمكن أن يتحول إلى قبلة الحياة التى تبعث الجماعة من مرقدها، فقد تسربت الجماعة إلى الشعب المصرى نتيجة لضعف الدولة ووهنها، وعدم القيام بدورها تجاه المواطن، فسدت فراغ الدولة بظلامية الفكر، وجبرت حاجة المواطن برشاوى مستترة ملكت من خلالها قلبه وعقله ووجدانه، واستغلت حالة العقم السياسى الذى أصابنا لتتباهى بفحولتها، كما استغلت استبداد حسنى مبارك لتشرعن وجودها، واستغلت الجهل الذى أشاعه مبارك أيضا لتتلاعب بعقول المصريين، واستغلت فساد رجال أعمال مبارك الفاجر لتروج لفسادها الناعم، كما استغلت عدم وجود كوادر سياسية وإعلامية واقتصادية «شريفة»، لتبرهن على فساد النخبة الحالية مبشرة بنخبة جديدة، فكانت الأرض ممهدة لها حتى وصلت إلى قصر الرئاسة.
نظريا، فإن عودة الإخوان إلى الحياة قريبا، أمر شبه مستحيل، لكن المؤلم أن نجد القائمين على الحكم الآن، يوفرون البيئة المثالية لعودة الإخوان إلى الحياة، عبر ممارسة أشكال الاستبداد المتعددة، وتأميم الدولة لصالحهم وتجديد التحالفات مع رجال الأعمال القدامى بذات الشروط المميتة، وتصدير وجوها مشبوهة للتحدث إلى الناس ليعم الجهل فيسهل الانقياد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة