ضربة سياسية موجعة جديدة يوجهها الاتحاد الأوروبى إلى جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى، أوروبا أعلنت دعمها للانتخابات الرئاسية والمشاركة فى مراقبتها ومتابعتها من خلال البروتوكول الذى تم توقيعه مع لجنة الانتخابات ووزارة الخارجية.
والمعنى السياسى والرسالة واضحة بأن الاتحاد الأوروبى يؤكد اعترافه بالأمر الواقع فى مصر وبخارطة المستقبل وبثورة 30 يونيو. غباء الإخوان المزمن دفعهم للاعتقاد بأن الموقف الأوروبى لن يتغير ولن يتخلى الأوروبيون عنهم مثل الأمريكان، فجاءت الضربات السياسية متتالية، بداية من واشنطن التى اتهم مؤخرا وزير خارجيتها جون كيرى الجماعة بسرقة ثورة يناير، ثم جاءت السيدة كاثرين أشتون الممثلة الخارجية للاتحاد الأوروبى إلى القاهرة الأسبوع الماضى ولم تلتق بهم وتجاهلتهم، ولم تطلب وللمرة الأولى منذ زياراتها عقب 30 يونيو مقابلة الرئيس المعزول فى سجنه مثلما فعلت فى المرات السابقة، وأطلقت تصريحات داعمة لمصر فى محاربة الإرهاب ووقوف أوروبا إلى جانب القاهرة فى هذه الحرب التى قد تطال الجميع ولا تستثنى أحدا بما فيها دول الاتحاد الأوروبى.
ما لا يفهمه الإخوان أن العلاقات بين الدول تبنى على المصالح وليس على الأخلاق العامة والمبادئ الثابتة، وأوروبا فى زيارة أشتون الأخيرة تعمل على حماية مصالحها وفقا لمتغيرات داخلية فى مصر ومتغيرات إقليمية ودولية وترى أن انحيازها للإخوان سوف يجلب عليها أضرارا بالغة ويعرض علاقاتها مع دول المنطقة وخاصة السعودية والإمارات إلى الخطر، فى ظل توتر الأزمة السياسية مع روسيا التى تتحكم فى أكثر من %30 من صادرات الغاز إلى أوروبا، هذا هو ما تفهمه وتدركه أوروبا التى تنطلق من قاعدة المصالح الدائمة وليست العداوات الدائمة سواء مع مصر أو غيرها، مثلها مثل باقى الدول الكبرى التى تضحى بأخلص السياسيين لها مقابل الحفاظ على المصالح.
لن يبقى للإخوان رفيق أو صديق لأنها جماعة مصابة بالعمى السياسى منذ نشأتها ولا ترى إلا تحت أقدامها، ومهما راهنت على مواقف الدول الخارجية، فلن يستمر ذلك بعد أقل من شهرين، والاتحاد الأفريقى الذى يبكى الإخوان على أبوابه، أعلن أن عودة مصر لعضويتها ودورها الطبيعى بات قريبا للغاية ومسألة وقت قصير جدا.
المصالح وحدها هى التى تتكلم وتتحكم فى العلاقات بين الدول وليست الأكاذيب والبكائيات على الماضى الزائف.