فى 30 مارس الماضى وبعد استشهاد الزميلة ميادة أشرف فى اشتباكات عين شمس بين الأمن وجماعة الإخوان الإرهابية، كتبت مؤكدا أن ميادة لن تكون آخر من ينتمى للجماعة الصحفية، يتم استباحة دمها واغتيالها برصاص الإرهاب الغادر أو برصاص قوات الأمن، ولم يمر أسبوعان حتى سالت دماء جديدة لزملاء مهنة الموت فى زمن الإرهاب أمس الأول داخل جامعة القاهرة، وانطلقت رصاصات إرهابية مجهولة لتستقر فى جسد الزميل الشاب بـ«اليوم السابع» خالد حسين، والزميل عمرو سيد المصور بموقع «صدى البلد»، ولولا «أن الله سلم، وأن فى العمر بقية» لأصبح الزميلان فى عداد شهداء المهنة، والدم الصحفى الرخيص على الجميع فى بيئة عمل شديدة العداء لأبناء المهنة سواء من جانب الجماعات الإرهابية أو من جانب الأمن، لمنع الصحفيين من أداء واجبهم، ونقل الحقيقة حتى أصبحت مصر حسب بيانات المنظمات الدولية المتخصصة، ثالث دولة بعد سوريا وليبيا تشكل خطرا على حياة الصحفيين أثناء ممارسة عملهم الميدانى، وهو ما يعكس صورة سلبية عن واقع المهنة فى مصر، فى ظل انعدام الحماية الكافية، والتدريب فى تغطية أعمال العنف والإرهاب والتى تشبه أجواء الحرب.
لا بد من إجراء حاسم لوقف نزيف الدم الصحفى المجانى منذ 25 يناير2011 وحتى الآن، والذى لم يتم فيه فتح تحقيق واحد لمعرفة الجناة ومحاسبتهم، فقد سقط 10 من الزملاء سواء فى فترة حكم المجلس العسكرى، أو سنة الإخوان، والإدارة الحالية للبلاد بعد 30 يونيو، ولم يحقق النائب العام فى أى واقعة. ولذلك فإننى اتفق تماما مع الدعوة التى أطلقها ضياء رشوان نقيب الصحفيين، بامتناع الصحف الخاصة والحكومية عن تغطية أحداث العنف، والاشتباكات بين الأمن والإخوان، طالما أن أجساد الصحفيين تحولت إلى أهداف سهلة للجانبين، وخاصة من جانب الجماعة الإرهابية، وطالما أن الأمن يتقاعس عن توفير الحماية اللازمة للصحفيين، وأظن أن مظاهرات الإخوان فى أيام الجمعة، تقلصت تماما، واختفت بعد أن قررت القنوات الفضائية التوقف عن تغطية مسيراتهم الإرهابية، وفى حالة تنفيذ دعوة النقيب، فسوف تنتهى هذه الأعمال العبثية اليومية من عناصر الإرهابية لأن الجماعة تتاجر بالدم فى الخارج، وتسعى إلى مزيد من الدم أمام وسائل الإعلام لإثبات أن الأوضاع فى مصر غير مستقرة.