أراهن بأنك عزيزى القارئ إذا نزلت للشارع المصرى وسألت عشرة آلاف مواطن - من طبقات ومستويات مختلفة - عن وظيفة حمدين صباحى، فلن تجد أكثر من %10 منهم يعلم تلك المعلومة الدفينة، وأراهنك إن استطاع فرد واحد منهم فك طلاسم اسم الرجل.. فهل هو حَمَدين أم حمدين دون فتح الحاء والميم؟ وهل هو صبَّاحى أم صباحى أم الصباحى، مشكلة كبيرة لا يستطيع شخص من خارج العائلة الصباحية أن يحلها ويفك شفراتها، المشير عبدالفتاح السيسى معلوم للجميع من هو وما هو تاريخه وما هى وظيفته، ويكفى ما قدمه لمصر والمصريين فى 30 يونيو الماضى، أضف إلى ذلك أن اسمه سهل ومقروء ومحفوظ عن ظهر قلب.
السيد صباحى استعان بصور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأراد أن يحضر روحه حتى يظهر لجموع الشعب أنه نصير الفقراء والبسطاء، كما أنه لم يترك مناسبة تخص الزعيم إلا وتجده متصدرا المشهد على طريقة شادية فى فيلم عفريت مراتى، «علما بأن أسرة الزعيم نفسه تدعم السيسى»، المشير السيسى لم يمسك صور ناصر ولم يذكره هو أو غيره فى حديثه إلينا نحن الشعب، فقد كان السيسى نفسه هو الذى يتصدر المشهد والكل يستمع إليه ويصدقه وأصبحت شعبيته فى رأيى أكبر حجما من عبدالناصر ذاته.. أضف إلى ذلك أن محبى ناصر هم من قاموا بتشبيه السيسى به ولم يذكروا حمدين.
السيد حمدين قرر من قبل أن يترشح أن يقصى فصائل مغازلا قوة وهمية بعينها، بينما المشير السيسى استعان بالجميع مادام واضعا مصلحة الوطن فوق الجميع.
السيد حمدين أحب 25 يناير أكثر من مصر ذاتها، حيث سقط فى الفخ الذى سقط فيه الكثير من رموز هذا اليوم بينما المشير السيسى أحب مصر ووضع مصالحها فوق الجميع ويكفيه فخرا وشموخا أنه جازف بنفسه ووضع كفنه على يديه حينما رفض مؤامرة الإخوان على مصر لتتفجر ثورة 30 يونيو 2013 وتعود معها مصر مرة أخرى لأهلها الذين خضعوا سنتين ونصف السنة لتصرفات حمقاء وزعامات واهية كادت أن تدمرنا جميعا.
السيد حمدين ترشح بالانتخابات الماضية بمساعدات لا نعلم مصدرها إلى الآن لهدف واحد فقط من وجهة نظرى الشخصية يكمن فى مساعدة الإخوان ضد الفريق شفيق، كما أنه كان على علاقة مريبة بليبيا القذافى وعراق صدام حسين لم تكشف أسرارها إلى الآن.
يا سيد حمدين اتق الله فينا وفى مصر واعلم أن الشعب قد أفاق من غيبوبته والوضع الآن أصبح مختلف تماما عما سبق.. أستحلفك بالله أن تهدأ وتتقى الله وتترك الأضواء التى تعشقها وتُسكت أفراد حملتك عن الشائعات النى يروجونها ضد المشير لأن مثل تلك التصرفات تقلل من مصداقيتك المنعدمة أساسا ولن تؤثر فى شعبية رجل لم يعصر الليمون ولم يرتض بمنصب على حساب الوطن ولم تكن له صلة وطيدة بالنظام الأسبق كما تروج، ولم يستطع الأمريكان اللعب به من أجل مصالحهم، ولم يقل يسقط حُكم العسكر، ولم يجالس البرادعى، ولم يفرض نفسه على المجتمع، بل المجتمع هو من طالبه بالترشح من أجل إنقاذ ما أفسدتم، سيد حمدين إن مصر حقا أكبر بكثير من أن يحكمها رجل كل مؤهلاته أنه عاشق لجمال عبدالناصر، وتوقف فكره عند تلك الحقبة، ويريد أن يعيد التجربة على جثثنا.. انتهى الدرس يا سيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة