بعد استشهاد الزميلة ميادة أشرف، خرج الحكماء ينددون كما فعلوا مع استشهاد تسعة صحفيين قبلها فى أقل من ثلاث سنوات، وقالت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان «وسائل الإعلام تلعب دورا حيويا فى إرساء قواعد وأسس الديمقراطية والحكم الرشيد، ومن ثم لا يجوز بأى حال توفير المناخ الملائم»، أنت لا تعرف من أى خيال صدر هذا الكلام المدرسى، والذى يطالب أيضا بتوفير دورات تدريبية للمراسلين حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم، وطالب عباقرة آخرون بضرورة ارتداء سترات واقية، وخوذ، وهناك من طالب بزى «يونيفورم» للصحفى الذى يغطى المظاهرات.
لم يتحدث أحد عن استعباد الصحفيين غير المعينين، والدفع بهم فى المهام الصعبة، النقابة لا تعترف بهم وغير معنية بأحوالهم المادية المتردية، هى فقط ترسلهم إلى الموت وتترك المعينين فى المكاتب المكيفة، بين هؤلاء مواهب كبيرة ضاع عمرها حبا فى صاحبة الجلالة والسعى بين مكاتب الصحف العربية فى القاهرة، وفى المقابل تجد أسماء كثيرة، لا علاقة لها بالمهنة يعاملها المجتمع كسلطة، لا يوجد ضمير يحتكم إليه، ضحايا الرأسمالية فى المصانع هم ضحاياها فى الصحف الخاصة، أنا غير معنى بانتماءات أى شخص السياسية، كل واحد حر فيما يعتقد، يجب حصر غير المعينين فى كل الصحف وتوفيق أوضاعهم، وأيضا إعادة تأهيل الذين يتمتعون بكل مزايا الصحفى ولا يمارسون مهنة الصحافة فى المؤسسات القومية، التى تعانى من التهابات حادة فى المفاصل، ومصرة على مواصلة السباق، ميادة أشرف ماتت لأنها تقوم بعملها، ولأن لا شىء تغير، ولأن الضعيف فى مصر سيعيش ضعيفا، ويموت ضعيفا.