فى ظل أجواء التكفير والتطرف التى نعيشها، ورغم الإرهاب وسعار إلقاء المجانين المرضى للقنابل البدائية على رجال الشرطة وأكشاك المرور، يظهر بقوة تيار رسمى وشعبى يحترم الأقباط وأعيادهم الدينية ويحسم الجدل الفارغ حول عيد القيامة المجيد، وما إذا كان واجبا تهنئة المسلم للمسيحى فى عيد القيامة أم لا!
إقبال قيادات الدولة ومشاهير السياسة ونجوم السباق الرئاسى ومشاهير المجتمع على الكاتدرائية لتهنئة البابا تواضروس بعيد القيامة المجيد، يؤكد روح التسامح المصرية ويهيل التراب على غربان الفتنة ودعاة الكراهية الذين اعتادوا حث المسلمين على عدم تهنئة إخوانهم الأقباط بأعيادهم.
لا يعلم الجاهلون أن تهنئة المختلفين بأعيادهم ومناسباتهم المختلفة، هو حق تكفله النظم المستقرة والمجتمعات الحديثة التى تقوم على التسامح والتعايش المشترك، وتضع لنفسها طريقا واضحا يقوم على أن الدين لله والوطن للجميع، وهو نفسه الطريق الذى رسمه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمجتمع الإسلامى وسارت عليه الخلافة الإسلامية فحققت ازدهارها العظيم حتى القرن الرابع الهجرى.
أو ربما لا يعلم الجاهلون التكفيريون أهمية تهنئة إخوة الوطن بمناسباتهم الدينية، ودورها فى إرساء الاستقرار والعيش المشترك، ولذلك فهم يأخذون الاتجاه المعاكس، ويعملون على تدمير النسيج المجتمعى بناء على مخططات خارجية لا تريد الخير للبلد، وتبريرات شيوخ السوء وقيادات الجماعات المتطرفة التى تعتنق فتاوى شاذة، وتجيز قتل الأبرياء، فإذا كان هؤلاء المتطرفون يزرعون القنابل ويحرقون المؤسسات ويقتلون الأبرياء، فهل نستكثر عليهم عدم تهنئة إخوانهم المسيحيين بأعيادهم أو التهجم عليهم؟!
المؤكد أن هذا البلد الأمين الذى ذكره المولى عز وجل فى كتابه العزيز 5 مرات واحتضن مسرى العائلة المقدسة بعد هروبها من بطش الجاحدين، لن يخضع أبدا للفتاوى المريضة أو لأهواء التكفيريين الشيطانية، وسيتحفظ بتسامحه ووسيطته إن شاء الله إلى ما شاء الله.
ولكل الإخوة المسيحيين.. أصدقائى وأحبائى وجيرانى وزملائى أقول: كل عام أنتم بخير وعيد قيامة مجيد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة