ضاقت الدائرة، حتى اختنق من فيها، لكنها رغم «الضيق» لا تنبئ بأن الموت سيكون مصير من فيها، لكنها قد تكون علامة من علامات الانفجار.
تحاصرك التفاهة أينما تكون، وفى وسط حالة التبلد والمزايدة التى نعيشها تصبح التفاهة شعارا رسميا للحياة، تشغلك معركة سما المصرى، ثم تتسارع الأحداث لتعرف أن مباحث المصنفات الفنية أغلقت قناة «فلول» المملوكة للإعلامية الراقصة المغنية، لأنها تعمل بلا ترخيص، وكأن تلك المباحث لم تكن تعرف أن الفنانة الشاملة تسب طوب الأرض من أشهر عديدة دون ترخيص، وأنها نصبت من نفسها متحدثة رسمية باسم الجيش المصرى وثورة 30 يونيو حتى أساءت لكل من يحمل الجنسية المصرية وليس لمن يتحمسون لـ30 يونيو فحسب.
فى سياق متصل بالتفاهة المصرية المتفردة، تتابع رغما عنك قضية فيلم حلاوة روح، وتعرف أن قرار الحكومة بوقف الفيلم فى ظاهره الرحمة وفى باطنه العذاب، لكنك تتجاهل كل هذا لأنك تعرف أن تلك المعارك لا يراد منها إلا إلهاء الرأى العام، عما يحدث فى مصر الآن من احتقان مجتمعى كبير، وإعادة ناعمة لكل موبقات العصور البالية، وفى الوقت الذى لم يستحوذ خبر قتل مواطن مسالم فى قسم شرطة بالرصاص الحى أى اهتمام من وسائل الإعلام، تحتل أخبار الهيفاء والراقصة مساحات واسعة من اهتمام الناس وانشغال الرأى العام.
لا مفر إذن من البحث وسط كل هذا الركام عن بارقة أمل حقيقية تعيد إلى مصر «مصرها» وتبعث الروح فى الجسد المريض، وفى سياق البحث تعثرت عيناى فى خبر عن لقاء المشير عبد الفتاح السيسى، المرشح الرئاسى، بوفد من شباب المبدعين، وقبل أن أبتهج قليلا تعثرت عيناى أيضا فى صورة التقطها مصور الحملة الرئاسية للسيسى مع هؤلاء المبدعين، حاولت كثيرا أن أتعرف على واحد من هؤلاء ففشلت، حاولت أن أبحث عن عمل إبداعى أو فنى أو ثقافى قام به أحد هؤلاء ففشلت أيضاً، ولست أعرف ما الذى أجبر المرشح الرئاسى على مقابلة وفد من المجهولين ليطلق عليه لقب مبدعين، وتعجبت أيضاً من حالة الاستخفاف بالجمهور التى جعلت حملة المرشح الرئاسى تأتى بكومبارسات مجهولين ليمثلوا دور المبدعين، لكنى وسط هذا البحث المضنى، تعثرت باسم مبدع حقيقى هو «عمر حاذق» ولم أفاجأ بمضمون هذا الخبر الذى يؤكد أن مكتبة الإسكندرية -محل عمله- فصلته من العمل بها بعد أن حكمت عليه المحكمة بالسجن عامين وفقا لقانون التظاهر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة