عادل السنهورى

«ميثاق» حمدين والسيسى

الأربعاء، 23 أبريل 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ميثاق الشرف الأخلاقى غير المكتوب بين الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، وحملة منافسه حمدين صباحى، بعدم التقدم بالطعن إلى لجنة الانتخابات من إحداهما ضد الأخرى يعكس تقدير واحترام كل منافس للآخر، بغض النظر عن بعض التصريحات على لسان أعضاء فى حملة المرشحين، لا تعبر عن رأى فرسى السباق الرئاسى، وتقدير كل منهما للدور الوطنى للآخر، وأحقيته وقدرته على قيادة مصر فى المرحلة التاريخية المقبلة.

ميثاق الشرف يؤكد أيضًا أن لدى كلا الطرفين إدراكًا بخطورة الظروف السياسية التى تمر بها مصر، وأننا فى سباق مع الزمن لإنجاز ما تبقى من خارطة المستقبل، وإعلاء المصلحة العليا، وعدم إضاعة الوقت، والاستغراق فى خلق «عدو افتراضى» لا وجود له سوى فى عقول الموتورين والمراهقين سياسيًا، وأسرى التجربة الرئاسية السابقة، فليس معنى تأييد حمدين الهجوم على السيسى وكراهيته لكسب ناخبين جدد، والعكس أيضًا صحيح، فتأييد السيسى لا يعنى التقليل من شأن حمدين، والانتقاص من دوره الوطنى الذى لا ينكره إلا جاهل أو حاقد.. على الأقل هذا هو موقفى الذى قد يختلف معه البعض، ولا يراه موقفًا سياسيًا واضحًا.

عمومًا، إعلان كل حملة للمرشحين بعدم نيتها الطعن- حسب ما قررته لجنة الانتخابات- مؤشر جيد قبل البداية الحقيقية لسباق الرئاسة، لتقديم تجربة ديمقراطية نموذجية فى انتخابات رئاسية استثنائية فى تاريخ مصر السياسى، تنتظرها دول المنطقة، وباقى دول العالم كمرحلة فارقة سوف تترتب عليها تداعيات سياسية كثيرة داخليًا وخارجيًا.

فالكل يترقب- أصدقاء وأعداء- الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإجراءها فى جو من النزاهة والشفافية والحياد الحكومى بين المرشحين، بداية من الحملات الإعلامية، والدعاية الانتخابية، والبعد عن المهاترات، والتجريح الشخصى، والشعارات الجوفاء، والاتهامات الزائفة، وتركيز كل مرشح على تقديم برنامحه الواقعى للخروج بمصر سريعًا من أزماتها السياسية والاقتصادية، وبحلول غير تقليدية.

نحن أمام مرشحين، حمدين والسيسى، لن نضطر هذه المرة عند الاختيار بينهما أن نلجأ إلى «عصر الليمون» مثلما حدث فى جولة مرسى - شفيق، عندما وقعنا فى فخ التصويت الإجبارى، والتصويت بالإكراه لطرف كنا ندرك أنه امتداد لاستبداد سياسى فى ثوب دينى، فسواء فاز حمدين أو السيسى فسوف تكون مصر هى الفائز الأكبر هذه المرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة