سعيد الشحات

المسيحيون فى انتخابات الرئاسة

الخميس، 24 أبريل 2014 06:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حوار لى مع صديق مسيحى وأنا أقدم له التهنئة فى منزله بمناسبة عيد القيامة يوم الأحد الماضى، كان الحديث عن انتخابات الرئاسة هو المهيمن على الجلسة التى شاركنا فيها مسلمين كانوا يقدمون أيضا التهنئة.

كان من الحاضرين من يرى أن السيسى هو الأفضل، وهناك من يرى أن حمدين هو الأنسب، وعبر البعض عن مخاوفه من عودة النظام السابق، مستندين على نشاط أركانه فى وسائل الإعلام المختلفة، ويستكمله مشهدهم فى نشاطهم الملحوظ فى قرى مصر، ففيها يوجد الآن نشاط مكثف لهم، وتحركات هنا وهناك، وبعض الذين كانوا نوابا فى برلمانات مبارك من الحزب الوطنى المنحل، يتحركون بدأب كبير، استعدادا لترشحهم من جديد، ويحدث ذلك وكأنه لم يحدث فى ثورة ضدهم.

مع هذه المخاوف جاء حديثنا عن تصويت المسيحيين فى الانتخابات المقبلة، وتصويتهم فى الانتخابات الرئاسية الماضية، والمعروف أن غالبيتهم صوتوا للفريق أحمد شفيق منذ الجولة الأولى، وجميعهم صوتوا له فى جولة الإعادة، وكان الهاجس الأمنى هو الذى دفع إلى ذلك، ويبدو أن نفس الهاجس هو الذى يسيطر على حالتهم الآن، ويقودهم إلى التصويت فى الانتخابات المقبلة، كما عبر عن ذلك الصديق المسيحى.

قد يبدو أن الهاجس الأمنى الذى يقف على خلفية طائفية، يحمل قدرا من الوجاهة «الشكلية» لبعض المسيحيين فى دوافع تصويتهم، خاصة مع المعاناة التى لاحقتهم فى ظل حكم محمد مرسى وجماعة الإخوان، وبالرغم من قصر مدتها، فإنها شهدت سياسات طائفية بامتياز، ونتج عنها وكأن فى مصر شعبين، شعب مسلم وشعب مسيحى، وإذا كانت هذه السياسات قد تم السير عليها استنادا على فتاوى دينية هابطة تركت جوهر الدين الإسلامى الحنيف

وركزت على قشوره، فإن السياسات التى تم انتهاجها نظام مبارك لم تكن تقل مأساة عن ذلك، وكرست كل ما يمكن قوله عن الطائفية فى كل المجالات، وليس خافيا على أحد أنه فى ظل حكم مبارك، لم يشهد البرلمان نائبا مسيحيا واحدا نجح بالانتخاب، باستثناء منير فخرى عبدالنور القيادى الوفدى المعروف، والوزير الحالى، الذى نجح فى انتخابات بعد أن فشل فى قبلها، وجاء نجاحه بتكاتف بين المسلمين والمسحيين وقادة الرأى العام، ولم يكن ذلك تعبيرا عن تكافؤ الفرص بين الجميع، ولا تعبيرا عن ديمقراطية سليمة، أو أننا أمام مرشح محترم الطبيعى أن ينجح فى الانتخابات.

كانت القبضة الأمنية قوية فى ظل نظام مبارك، لكنها كانت قبضة استبداد، التى لم تكن تختلف بأى شكل عن قبضة استبداد مرسى والإخوان باسم الدين، وفى الحالتين كانت عوامل تشجيع الطائفية نشيطة وتسير على قدم وساق، و من الطبيعى أن نرفض الحالتين دون تردد

والتنبيه على أن الإبقاء على واحدة منها سيؤدى إلى استدعاء الثانية بصور مختلفة.
من الخطر أن يتم تصوير الأمر فى تصويت المسيحيين، وكأننا أمام «جيتو»

مغلق يتفاعل فقط مع جانب واحد من مجمل التحديات التى تواجه مصر، ولهذا يجب تفعيل قول البابا تواضروس بابا الكنيسة، بأنه لا توجيه محدد من الكنيسة بالنسبة لتصويت المسيحيين، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة