علا عمر

ذاكرة لا تعترف بالنسيان

الخميس، 24 أبريل 2014 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك من يرحل بجسده ويترك نفسه، مقولة شهيرة لغابريل جارسيا ماركيز الروائى الكولومبى العالمى) غابيتو أو غابو( كما كان يطلق عليه أصدقاؤه ومساعد رئيس تحرير جريدة (الإسبكتادور)، رحل كاتب شهير مؤثر، ورجل يستحق الإشارة والحديث عنه لا يكفى مقال قررت الحديث عن صانع ماهر، ينتظره العالم ويحفظ جمله الجميع صانع فارق اسمه علامة مسجلة على أى كتاب، ووجه ببتسامته الوقورة الذكية جاذب لأى قارئ يختفى بحثاً بين أرفف الكتب، والحديث فى صناعة الأدب شىء ممتع حتى لا تصاب بالاشمئزاز والقرف من (منتهى قلة الأدب المسيطرة على الأحداث والاشخاص) بما فيها معارك التراشق، واستعراض القوى الوهمية على الشاشات والجرائد تعالوا نبحر بعيداً إلى كوكب راقٍ حتى أشعر أننى على كوكب بنى آدمين (بشر) وليس كوكب اقل فوضى و(...) من كوكب القرود.

مع الاعتزار للقرود. غابريل جارسيا ماركيز لن أتناول حياته ودراسة سيرته الذاتية كاملة موجودة فى كتاب (عشت لأروى) ولكن تعالوا نلقى الضوء على ما كتبه، تأثير تربيته مع أجداده وارتباطه بالإشارة إلى الجد والجدة فى رواياته علاقته بكاسترو، رحلته مع نوبل وماذا قال عنها وما رأيه فيها، لماذا كان يحرص على صداقته زعماء العالم ومنهم ياسر عرفات، والزعيم الفرنسى رأيه فى الكتاب الذين يساهمون فى صناعة الأدب الردئ وكيفية صناعته.
ذكرياتى مع مائة عام من العزلة (سبب كرهى لها فى البداية لأنها كانت دراسة إجبارية وسؤالها إجبارى، مائة عام من العزلة (رائعة لن تتكرر) قراتها مرة أخرى من سنتين بدون اجبار بدون امتحانات واكتشفت أن أسلوب التعليم وطريقة الشرح التى تقتحمها نوع العقيدة المسيطرة على دكتور المادة ووجهة نظره الشخصية الديكتاتورية التى إن لم تحترمها حتماً( إنت شايل المادة). كنت أنظر إلى مائة عام من العزلة، لماذا كل هذا التشابه فى الأسماء واللخبطة؟ لماذا المصطلحات الغريبة والغزل المجنون المبالغ فيه؟ ما هذه الرومانسية الزائفة ووحشية الحروب؟ لماذا العلاقات بين المحارم بهذا الشكل؟ لماذا اختاروا لنا رواية معقدة نفسياً للدراسة والتحليل كرهت مائة عام من العزلة وكرهت نوبل ومن يمنحوها (هو أى حاجة غريبة وخلاص) وجنون ماركيز أيضًا نجح نظام التعليم فى هذا !الحمد لله انتهيت. .عندما شاء القدر أن أقرأها متحررة بدون حذف قرأتها وكانى أقرأها لأول مرة. .( إضراب عمال مزارع الموز) نقطة تحول فى مائة عام من العزلة وتأثير العقيد (نيكولاس ريكاردو ماركيز جده لأمه) الذى عاش معه ماركيز واشتهر جده نيكولاس برفض السكوت عن إضراب عمال (مزارع الموز)، والذى راح ضحيته مئات من العمال على يد القوات المسلحة الكولومبية فى 6 ديسمبر عام 1928...(لا يمكنك أن تتخيل كم يزن قتل شخص) جملة جده الشهيرة إشارة إلى مدى العبء فى قتل أبرياء الدرس الذى أسقطه ماركيز على مائة عام من العزلة، فى لقاء غابريل ماركيز مع شاب فى بداية حياته الصحفية ونشر له مؤلف ويسعى لتقديم المؤلف الثانى لجمهوره خلال 6 اشهر من صدور الأول.

يقول رأيت شاب 23 من عمره واندهشت لتسرعه فى اصدار كتبه وهو مازال فى بداية الطريق كان يشعر بالفخر لأنه سلم مخطوط روايته الثانية للناشر قال ماركيز: "لماذا كل هذا التسرع أنت فى البداية، رد على الشاب باستهتار لا إرادى (أنت عليك أن تفكر كثيرا قبل أن تكتب لأن العالم بأسره، ينتظر ما ستكتبه أما أنا فأستطيع أن أكتب بسرعة لأن قلة سيقرؤن لى يقول ماركيز.

إن ذلك الشاب قرر أن يكون كاتباً رديئاً فقد حصل على وظيفة جديدة فى شركة لبيع السيارات المستعملة، ولم يعد بعد ذلك لإضاعة الوقت فى الكتابة (غابريل جارسيا ماركيز كاتب سهل ممتنع، كاتب لا يسلم كلماته لأى قارئ لأن التحليق بالإحساس والخيال معه، يحتاج مساحة واسعة داخلك وأعلاك فى فضاء كيانك.. من أعظم ما ترك غابريل جارسيا ماركيز (مائة عام من العزلة، الحب فى زمن الكوليرا، والجنرال فى متاهة).

بالرغم من عدم اعترافه بميوله السياسية اليسارية أو الشيعوية ولكن تجسدت ميوله فى خريفة بطريرك، بالرغم من نوبل وصف (غابيتو) منحية بالبلاهاء صدقوا خرافات بالرغم من وصول ماركيز لنوبل عام 1982، بحث ماركيث لعدة سنوات عن ناشر لروايته الأول( الأوراق الذابلة) إلى أن نشرها عام 1955على الرغم من أن الرواية لاقت نقدًا واسعًا، إلا أن عددًا كبيرًا من الطبعات ظل بالمخازن، ولم يحصل وقتها على أى شىء «ولا حتى قرش كإتاوة، أشار ماركيز إلى أنه «من بين كل ما كتبه، تظل( الأوراق الذابلة هى المفضلة) لأنها تعتبر من أكثر الأعمال صدقًا وتلقائية، من أجمل مقولات جارسيا ماركيز التى احفظ مكانها فى الصفحة البالية واقرأها من وقت لآخر عند ترتيب المكتبة مقولة تعصى على النسيان: على الدوام سيكون هناك من يؤذيك، واصل ثقتك وكن على حذر. .. There will always people who will hurt you, so you need to continue, trusting, JUST be-careful









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة