سهير جودة

البحث عن واسطة

الجمعة، 25 أبريل 2014 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يحتاج الإنسان مجهودا ليعرف كم أصبحنا نمتلك قائمة أمراض اجتماعية طويلة وكارثية.. تأتى الواسطة فى مقدمتها 70% من الوظائف الحكومية لا يمكن الحصول عليها إلا بالواسطة.

الواقع يؤكد أن الواسطة تمكنت من أوصال المجتمع وأصبحت ثقافة متجذرة وبوابة سحرية للفساد وسلاح يقتل الطموح والكفاءة والإحساس بالظلم والدراسات تؤكد الواقع ومنها دراسة صادرة عن مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية يكشف أن أغلب المصريين يرون أن الواسطة هى أسوا مظاهر الفساد وأن 87% يرونها شيئا عاديا و90% منهم يقرون أنهم لا يستطيعون قضاء مصالحهم بدونها.

أى أنهم يرونها فساد ولكنها ضرورة وأذى وشر لابد منه ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو قامتا ضد الواسطة.. الأولى واسطة التوريث والثانية واسطة الدين وهى الأسوأ.. ثلاثى المطالب المصرية العيش والحرية والعدالة الاجتماعية مطالب ضد الواسطة، ورغم لعبة الكراسى الموسيقية التى أصبحت كأسا دائرا خلال مدة زمنية قصيرة إلا أن الواسطة راسخة لم تتنازل عن عرشها حتى اصبحت أمرا عاديا ومعتادا وأحيانا لا تثير أى علامات تعجب بل أصبحت شماعة نفسية لتبرير العجز وخاصة وأن مصر تحتل مكانا متقدما جدا فى مؤشر الفساد العالمى وفى مصر أصبحت القاعدة: ليس مهما ما تعرف وما تملك من علم وإنما ما تعرف وما تملك من واسطة.

هناك دراسة للبنك الدولى عن الوظائف فى الشرق الأوسط قالت إن مهنة الأب فى بلدان الشرق الأوسط هى اللى بتحدد مهنة الابن بأكثر من 60% وأن مهنة الأب هى الشىء الوحيد الذى يمكن على أساسه التنبؤ بمهنة الابن فى المستقبل، وبالتالى فالرئيس لابد أن يكون ابنه رئيسا والقاضى ابنه قاض وكذلك الدكتور والمهندس والفنان.. وفى ظل سيادة هذه الثقافة يزداد الشعور بالتمييز وبعدم الانتماء وزيادة مشاعر الكراهية والغل الاجتماعى وانسداد بوابات الترقى وانتشار مفاهيم الفهلوة وعدم قيمة الجهد والموهبة وانعدام معايير الكفاءة، الواسطة والفساد نبتتان لجذر واحد والكارثة أن يرى البعض أنه لا قيمة للاجتهاد أو لا لزوم للكفاءات ولا سيادة للموهبة ولكن التوصية دائما الأهم، الواسطة مرض يقتل الطموح ويشيع روح الكسل والحقد والتواكل. الواسطة كارثة تعطى بلا حدود لمن لا يملك الكفاءة وتقدم كل الفرص لمن لا يستحق الفرصة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة