سعيد الشحات

جدارة عمار على حسن الإبداعية

السبت، 26 أبريل 2014 07:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحب الصديق الدكتور عمار على حسن إنسانًا وكاتبًا، هو وكما كتبت عنه من قبل يملك «الحسنيين» فى الكتابة، بتألقه فى إبداع الرواية، وعطائه بعمق فى مجال الفكر والتحليل السياسى، ومحاولات الجمع بين الاثنين فشلت مع أسماء كثيرة، فهناك من ترك الشعر والرواية ليكون باحثًا، وهناك من فعل العكس.

ورغم تألقه فى الحالتين، هو يضع خلاصة إبداعه لأجل استنارة العقل، وإزاحة الركام الذى سد براح تفكيره من أجل التقدم، ولأنه متوحد مع رسالته فليس كآخرين ممن يقولون كلمتهم من أجل منصب وجاه، وأعرف أنه رفض عرضًا بمنصب وزارى بعد ثورة 30 يونيو، حتى يظل مملوءًا بحرية الكلمة التى قد تحتبس بداخله بسبب متطلبات المنصب، وهو فى ذلك ينتصر لدور المثقف الذى يحتفظ لنفسه بمسافة عن الحاكم، كما أنه لا ينتمى إلى شلة مثقفين، إنما يحتضن بمحبة كل موهبة تطرق بابه، وأمامهم يكون صاحب قلب ضعيف، لإيمانه بأن هؤلاء ربما يضلون السبيل إن لم يجدوا من يرعاهم، وكم موهبة فى تاريخنا ضاعت بسبب تعالى الذين سبقوهم عليهم.

فى حصيلة الفكر له كثير من المؤلفات المهمة فى مجال علم الاجتماع السياسى، من أبرزها كتابه عن «الصوفية والسياسة» وحصل به على جائزة «الشيخ زايد» من الإمارات، وحصل على جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية فى مصر، وفى جدارة إبداعه الأدبى حصل من السودان عام 2011 على جائزة «الطيب صالح» العالمية للإبداع الكتابى فى مجال القصة القصيرة، وفى عام 2012 منحته نفس الجهة جائزة «الإبداع الكتابى» لأنه أديب شارك بقوة فى ثورة 25 يناير عام 2011، وفى الأسبوع الماضى حصل من «اتحاد الكتاب» فى مصر على جائزة الرواية عن روايته «شجرة العابد».

نحن بذلك أمام «كاتب» يحصل على إشادات الجدارة من داخل مصر ومن خارجها، وكان فوزه بجائزة «اتحاد الكتاب» الأسبوع الماضى عن رواية «شجرة العابد» شهادة جديدة عن هذه الرواية التى كتبت عنها من قبل، بوصفها «رواية قد تبدو كونية»، لأن وقائعها تدور على البر والبحر، وفى الفضاء، وتتقلب بين الواقع والخيال، وشخصياتها من الإنس والجن، وزمانها لحظة فارقة للصراع بين الشرق والغرب فى أواخر عصر المماليك، وبقدر ما يعطيها هذا الملمح صفة الكونية، بقدر ما تجد فيها أيضًا صفة المحلية التى تقودك إلى الدهشة من قدرة الكاتب على نسج الوقائع بطريقة لا تأخذك إلى شعور بأنك أمام رواية يلعب فيها عنصر الخيال درجة تبعد عن الواقع بمسافات.

تحتشد «شجرة العابد» بالأشخاص والوقائع، وعبر لغة سردية جميلة فيها عذوبة الشعر، نكتشف كم يؤدى استبداد الحاكم وفساده إلى تدمير كل شىء، ورغم أن الوقائع تدور فى «مصر المملوكية»، فإن شيئًا ما يجعلنا نشعر ونحن نقرأ الرواية بأن الماضى موصول بالحاضر، وحين ننتهى منها سنـتأكد أننا أمام «كاتب» يطور «أدواته الروائية»، والتى أنتجت روايات «حكاية شمردل» و«جدران المدى» و«زهر الخريف» و«سقوط الصمت» التى صدرت بعد «شجرة العابد»، بالإضافة إلى مجموعتين قصصيتين هما «عرب العطيات»، و«أحلام منسية».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة