اكتب اليوم دفاعا عن محمد السبكى الذى يعد من كبار صُناع السينما المصرية فى العصر الحديث، ولن أكون جاحداً مثل قلة من الزملاء الذين أرادوا الرقص على جثة السبكى والتمثيل بها وكأنه أحد أعداء الوطن!! المسألة يا صاحب المعالى تتعدى وقف الفيلم بآلاف الأميال، الفيلم جيد أو سيئ هذه ليست القضية.. الفيلم قصة أو مناظر هذه ليست الحسبة الآن.. الفيلم تمت إجازته رقابياً وتم عرضه فى الأسواق ومعاليكم قمتم باستغلال نفوذكم وأوقفتم الفيلم بمنطق أنك رئيس وزراء وهذا فى النهاية فيلم!! لقد تناسيت أن صناعة السينما والفنون والثقافة بشكل عام تعد من أخطر واهم الصناعات.. لقد تناسيت أن مثل هذا القرار - الذى أراهن أنه جاء فى لحظة غضب وحماس - قد أضر بالمنتج وكبده خسائر مادية ضخمة.. لقد تناسيت أن مثل هذا القرار لا يصح أن يتم اتخاذه فى ظل المناداة بالحريات وبالتعبير عن الرأى.. لقد أغفلت أن عصر مرسى العياط الذى يعد الأسوأ فى تاريخ مصر لم يُمنع فيه فيلماً أو عملا فنيا!! لقد تسرعت يا معالى رئيس الوزراء وتركت وزير ثقافتك فى مهب الريح محاولا إيجاد مخرج من تلك الأزمة التى أرى أن حلها بسيط وسهل وبيدك أنت وحدك حيث أن المخطئ لا يعيبه أبداً أن يعتذر ويعود إلى صوابه فهذا يزيد من احترام الآخر له كثيراً وكثيراً. معالى رئيس الوزراء إن جوقة الإعلاميين وقدامى الفنانين الذين يساندون قرارك الخاطئ لا يمثلون الفن أو الإعلام المصرى وأرى أن تأييدهم لك نابع من كرههم للسبكى الذى فرض نفسه على الساحة وبقوة ومن الظلم أن نقول إن كل اعماله أعمال سفيهة!! فهو مثله مثل غيره من صناع السينما قدم أعمالا تحمل قيمة عالية وأفلاما أخرى خفيفة، ومنها السفيهة.. أرجوك اعدل عن قرارك وانتصر للحرية فى الإبداع ولا تستمع لمن هم لم يشاهدوا الفيلم من الأساس واعتمدوا على مقولة قالوا له!! لأن المعركة سيكسبها السبكى وسيعود الفيلم لدور العرض شئتم أم أبيتم فالقانون فوق الجميع وقد خاب من لم يستشر أهل الخبرة.. انتهى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة