بالصور والفيديو.. الخراب يخيم على مجمع محاكم الجلاء الذى أحرق بجمعة الغضب.. والمبنى تحول لمقلب نفايات ومرتع للخارجين على القانون.. ومسئولو الأمن يخشون على أنفسهم.. والنبات ينمو ويتحدى إهمال البشر

الأحد، 27 أبريل 2014 05:27 ص
بالصور والفيديو.. الخراب يخيم على مجمع محاكم الجلاء الذى أحرق بجمعة الغضب.. والمبنى تحول لمقلب نفايات ومرتع للخارجين على القانون.. ومسئولو الأمن يخشون على أنفسهم.. والنبات ينمو ويتحدى إهمال البشر مجمع محاكم الجلاء
كتب محمد فهيم عبد الغفار وأيمن رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخيم الخراب على مجمع محاكم الجلاء، منذ جمعة الغضب 28 يناير من عام 2011، عقب اندلاع النيران بالمبنى الرئيسى المكون من سبعة طوابق، وأتت على كل محتوياته بما فيها الجدران الخرسانية، والعديد من القضايا، وعلى الرغم من قرار المستشار ممدوح مرعى، وزير العدل الأسبق، بنقل مقار محاكم شبرا والساحل والشرابية والأزبكية وروض الفرج والقاهرة التجارية الجزئية، إلى مقر محكمة شمال القاهرة الابتدائية، بعد أن أصبح المبنى غير مهيأ لعقد الجلسات أو استقبال المتقاضين، أو ممارسة الموظفين لمهام عملهم، إلا أنه حتى الآن لم يتم ترميمه أو إعادة استغلاله.

وتجول "اليوم السابع" داخل المبنى المحترق وبمحيطه، ورصدت أبرز السلبيات التى تهدد أمن المواطنين "المارة"، والقائمين على تأمينه من الداخل، ومن أبرزها تحوله إلى مكان للنفايات وجمع القمامة، وملاذ آمن للخارجين على القانون وأطفال الشوارع، ورعب أفراد الشرطة القائمين على تأمينه نظراً لانهياره فى أية لحظة.

وتأتى سيارة القمامة يوميا، فى الزاوية الأخيرة بالمبنى المحترق بناحية جريدة الأهرام، وبالتحديد فى الطرقة الفاصلة بينه وبين مبنى الشهر العقارى الملاصق له، والذى احترق هو أيضاً، لرفع المخلفات بعد فرزها داخل الطابق الأرضى من المبنى، وسط غياب أمنى وإهمال أجهزة البيئة، نظراً للخطورة المترتبة على تخزين القمامة، والتى من الممكن أن تؤدى إلى كارثة بيئية أو نشوب حريق آخر.

ويعمل بعض جامعى القمامة على فرزها وعزل الزجاجات البلاستيكية عن الزجاجية وعبوات الغازات المعدنية، ومن ثم وضعها "أجولة" وتشوينها داخل المبنى لحين قدوم السيارة، ونقلها إلى مكان آخر.

فيما أعرب بعض أفراد الأمن، المكلفين بحراسة المبنى المحترق عن تخوفهم المستمر خلال ساعات عملهم، خشية انهيار المبنى فى أية لحظة، خاصة أن هناك أسقفا بل أعمدة تحولت لركام، الأمر الذى ينبئ بوقوع كارثة تخلف خسائر بشرية ومادية، نظراً لازدحام الشوارع الذى يطل عليها المبنى، بحسب قولهم.

يضيف أحد أفراد الأمن، الذين رفضوا ذكر أسمائهم، قائلاً: "البلد فيها حاجات أهم من إصلاح المبنى، والمسئولون الله يكون فى عونهم، واحنا لازم نصبر ونتحمل علشان نعدى بمصر إلى بر الأمان، وإن شاء الله بعد انتخاب رئيس للبلد يتحسن الحال، والحكومة هتلاقى حل وربنا يصلح الحال".

وقال أحد مسئولى الأمن عن مبنى حيوى، رفض ذكر اسمه أو تصويره، إن أطفال شوارع ومجهولين، يتسللون إلى داخل المبنى فى ساعات متأخرة من الليل، مضيفاً أن المكان أصبح مرتعا للخارجين على القانون، الذين يتسللون إلى داخله ويخرجون منه مع بزوغ ضوء النهار ولا يعلم أحد ماذا كانوا يفعلون، أو حتى التصدى لهم، قائلا: لا يستطيع أحد ذلك، نظراً للأسلحة البيضاء التى تكون بحوزتهم، بالإضافة إلى فقدانهم للوعى.

وأراد "اليوم السابع" التأكيد على حديث رجل الأمن، فدخل المحرر المبنى على حين خلسة، وتجول بداخله واستطاع رصد الخراب والدمار الهائل الذى خلفه الحريق، فى وضح النهار دون أن يعترضها أحد.

على الرغم من ذلك، وعلى بعد خطوات من المبنى المحترق، يوجد مبنى آخر تابع لمجمع محاكم الجلاء مكون من 9 طوابق، يعمل حتى الآن ولم يصبه ضرر، وبمجرد الحديث مع أمن المبنى الذى أكد أن نيابات الزاوية الحمراء والسبتية والأزبكية والساحل والظاهر وشبرا، مازالت تعمل بينما هناك 11 نيابة أخرى نقلت إلى محكمة جنوب القاهرة الجديدة، بمنطقة "زينهم" فور وقوع الحادث بالمبنى الكبير، على حد قولهم.

وبعد دقائق من الوجود أمام المبنى، وأثناء الحديث مع أحد سياسى الجراجات، وقعت مشادة كلامية بين محررى الجريدة وأحد الذين يتم محاكمتهم وقت خروجه من المحكمة، واقتياده إلى سيارة الترحيلات، والذى اتهم المصور بأنه يعمل لصالح قناة الجزيرة، وسوف يقتله فور خروجه من السجن، كونه صورة، وهو الأمر الذى لم يحدث مطلقاً.

وتطور الأمر وتوافد عدد كبير من أفراد الأمن، الذين التفوا حول محررى الجريدة مطالبين بتحقيق الشخصية وتصريح التصوير، وبعد دقائق من النقاش غادر المحررون محيط المحكمة بعد تعليمات الأمن بذلك.

الحياة لم تكن ميتة بشكل تام، فوسط الخراب والركام استطاع أحد النباتات بالطابق الأول أن ينمو ويلوح للمارة ناحية شارع الجلاء وكوبرى أكتوبر، بعد أن اقترب أحد أفرعه من نافذة المبنى، وكأن لسان حاله يقول "يا بشر لا تغفلوا المكان".

























































مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة