فى 2012 كان الإخوان يكتبون انتخبوا مرسى لكى يجلس على عرش مصر رئيس حافظ للقرآن ومصلٍ، ولما جلس كانت زوجته تحكى للإعلام الذى ينتقد مرسى قائلة: «والله لا ينام وتبتل الوسادة بسبب دموعه على شعبه»، ولما بدأ الناس يكتشفون فشل الرجل، قالت منال أبوالحسن: «إن مرسى مدعوم من الله»، وقالت عزة الجرف: «ألا يكفيكم أنه حافظ للقرآن وأن سجادة الصلاة أصبح لها مكان فى القصر الرئاسى»، ولما بدأ مرسى فى التهاوى ظهر شيوخ وقيادات الإخوان ليصرخوا على الشاشات: «مرسى أول رئيس مدنى منتخب يصلى فى القصر الرئاسى»، ولما أصابت 30 يونيو الإخوان فى عقولهم صعد فوق منصة رابعة شيخ يقسم أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام فى المنام، وهو يرفض أن يتقدم ليؤم الناس والأنبياء فى الصلاة ويفضل مرسى عليه فى الإمامة.
على مدار هذه الشهور والأيام تطورت رؤيتنا لتصريحات الإخوان المسلمين التى تنتمى لهذا النوع، وبدأنا بالقول الإخوان كعادتهم يستغلون الدين لتحقيق مكاسب سياسية، ثم قلنا الإخوان يسعون لتقديم مرسى فى صورة أمير المؤمنين، ثم قلنا الإخوان يستغلون تدين الشعب المصرى والبسطاء من أهله لجمع التعاطف مع مرسى بصفته «رجل عارف ربنا»، وفى النهاية قلنا الإخوان أصابهم الهذيان والدروشة بعدما صدقوا أن مرسى صلى بالأنبياء إماما، وعلى كل هذا ثار الناس، وعلى كل هذا تجمع المصريون لإزاحة الدجالين المتاجرين بالدين من فوق الكرسى.. وفعلنا.. وانتصرت إرادة أهل المحروسة.
اليوم وفى 2014 ظهر فيديو دعائى للمرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى يقول بأنه رجل دين يقرأ الورد والأذكار والآيات القرآنية 999 ألف مرة، وقلنا عادى.. صديق قديم يحكى عن ذكرياته مع المشير ورغم المبالغة فى رقم التكرار، يبقى الفعل عادى وطبيعى ذكره على لسان صديق قديم ليس عضوا رسميا فى الحملة، ولا يقدر تلك الرغبة المصرية القائلة بعدم الخلط بين ماهو دينى وماهو سياسى، ثم صدمنا السيد محمد بهاء أبو شقة المستشار القانونى للحملة وهو يتحدث عن المشير فى برنامج تليفزيونى قائلا: «السيسى لا يترك فرضًا من فروض الصلاة ويؤدى الصلاة فى وقتها، وعند الصلاة فى الحملة لا يتقدم المشير للإمامة».
الآن هل يجوز أن نتهم السيسى وحملته باستغلال الدين فى السياسة والمتاجرة بالدين كما كنا نتهم الإخوان، الآن هل يجوز أن نسأل كما كنا نسأل فى زمن مرسى وماعلاقة صلاة الرجل بمدى كفاءته وقدرته على العمل السياسى، الآن هل يجوز أن نسخر مثلما كنا نسخر فى زمن مرسى ونقول: هل نختار لمصر شيخا أم رئيسا؟.. طبعا لا يجوز، وإن أجازها الواحد لنفسه وفعلها، لن يجد من الناس ومن حملة المباخر وأعضاء الحملة سوى اتهامات العمالة والتخوين، وأنا لا أخاف من اتهامات التخوين.. أنا فقط أخاف من المعطيات الواحدة لأنها فى الغالب تؤدى إلى نتائج واحدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة