عادل السنهورى

ليبيا.. هل تتحول إلى عراق جديد على حدود مصر؟

الثلاثاء، 29 أبريل 2014 09:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدق توصيف لما يجرى حالياً داخل ليبيا بعد سقوط نظام القذافى أن الدولة الليبية وقعت فريسة ورهينة لجماعات وتنظيمات مسلحة تتحكم فى مصيرها ومصير شعبها وثرواته ومقدراته، وتقف عائقا دون بسط هيمنة وسيطرة الإدارة الانتقالية على مفاصل الدولة.

والأدق أيضاً أن ليبيا تتحول خطوة بعد أخرى إلى عراق جديد، تتحكم فيه تنظيمات مسلحة مثل القاعدة التى خربت أفغانستان ثم العراق وسوريا والصومال، والدور الآن على ليبيا الدولة الجارة لمصر، وصاحبة أطول حدود معها وأكبر ساحل على المتوسط والظهير الشمالى المتسع لدول الصحراء الأفريقية. تنظيم القاعدة وباقى التنظيمات المسلحة تسعى للسيطرة على ليبيا بدعم أصابع شيطانية خارجية فى ظل انشغال مصر وتونس بظروفهما الداخلية وفى ظل سيولة سياسية للوضع العربى برمته، وانغماس غالبية دوله فى أزماتها الداخلية. الصراع بين المجموعات المسلحة التى حلت مكان الدولة فى بعض المناطق يثير مخاوف من أن تصبح ليبيا قاعدة لتصدير الإرهاب ليس فقط نحو دول الجوار، وإنما إلى باقى دول العالم وخاصة الشاطئ الأوروبى القريب جداً من الساحل الليبى، والمخاوف تبدأ من تفريغ ليبيا من البعثات الدبلوماسية والدول المؤثرة فى الداخل الليبى، وإرهاب حتى شبح السلطة فى ليبيا، فعملية اختطاف على زيدان رئيس الوزراء الليبى السابق، وخطف السفير الأردنى، وعدد من الدبلوماسيين التونسيين، والعمال المصريين والاعتداءات المتكررة على مقر البعثات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية لا تنفصل عن عملية تفريغ الداخل الليبى، حتى تنفرد جماعات الإرهاب والقاعدة بالبلد الشقيق وتحويله إلى بلد مصدر للإرهاب.

الصراع هذه المرة ليس فقط على مساحة جغرافية استراتيجية، وإنما على ثروات ضخمة تتمتع بها ليبيا واقتصاد يقدر حجمه بنحو 80 مليار دولار وعائدات نفط ضخمة من إنتاج أكثر من 2.5 مليون برميل يومياً واحتياطى يقدر بحوالى 41.5 مليار برميل، وإنتاج من الغاز يبلغ 399 ألف متر مكعب.

إذن الصراع محسوب بدقة إذا ما طال انشغال الدولة الجارة مصر وباقى الدول العربية عن الأوضاع فى ليبيا، وإنقاذ شعبها من المصير الغامض والمجهول الذى ينتظره على أيدى جماعات الإرهاب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة