طوال الأسبوع الماضى تابعت هذه الحملة المسعورة ضد عبدالفتاح السيسى، مرشح رئاسة الجمهورية، والتى بدأت بعبارة «انتخبوا…».. وللأسف لن أنشر بقية العبارة رغم جرأة بعض الزملاء الكتاب فى نشرها فى أعمدتهم، وفعلا خلال أيام وجدت العبارة انتشرت كالنار فى الهشيم، وهذا مؤشر فى حد ذاته على مدى ما وصلنا إليه من تدنٍ وانحطاط أخلاقى ولغوى، بل وصل الأمر للتفاخر بأن هذه العبارة «الهاشتاج» وصلت لمائة مليون، كما ادعى أحدهم، والحقيقة كما أعلنها بيان «تويتر» أو «التريند» الموثق على «تويتر» هو بلوغ العدد إلى أربعة ملايين، وهو ما جعل أنصار السيسى يردون، فيصل العدد لأضعاف ذلك، وهذا موجود وموثق، ويمكن الرجوع إليه، لكن يهمنى فى الأمر عدة أشياء، أولًا: من المسؤول عن إطلاق «الهاشتاج» المسىء للسيسى، ومن أين أطلقه، ثانيًا: هل كان رد أنصار السيسى بنفس اللغة المنحطة والمتدنية، ثالثًا: هل صار قدرنا هو أن تحاصرنا لغة مفردات الإساءة والاستفزاز التى تمارس يوميًا فيما يعرف بـ«السوشيال ميديا»، سواء على المواقع الإلكترونية أو الـ«فيس بوك» و«تويتر»؟.. والإجابة كالتالى، أولًا: بالتحرى والتقصى وجدت أن صاحب «الهاشتاج» المسىء للسيسى هو شخص حمساوى يقيم فى لندن، وصاحب مكتب أطلق عليه الشبكة العربية لحقوق الإنسان، وهو يعمل مع شخص آخر فى نيويورك، والاثنان يتبعان التنظيم الدولى للإخوان.. أما الأول، صاحب الشبكة، فهو ممول بالكامل من قطر، وهو أيضًا أحد تلاميذ «انتخبوا كذا»، ويقال إن هذا الشخص للأسف أمه مصرية، ووالده فلسطينى. أما إجابة السؤال الثانى حول لغة الذين ردوا عليه، فهى انقسمت، فهناك من رد بنفس المستوى، وقال «انتخبوا اللى أسقط كذا»، أو «انتخبوا اللى أفسد خطة كذا»، وهناك من رد بـ«هاشتاج» يقول: «أنا مش هانزل لمستواك وهانتخب السيسى»، وهذا فى رأيى مكسب مهم لاكتساب مساحة من الحرية المسؤولة، وممارسة قيم وأخلاقيات التواصل على شبكات الـ«سوشيال ميديا»، وهو ما يعرف بأخلاقيات «ethics» أو مواثيق الشرف التى كثر الحديث عنها هذه الأيام، وفى رأيى أن من فعل ذلك يستحق التقدير والتحية، لأنه يقدم نموذجًا نبيلًا فى الفضاء المفتوح لهذه الشبكة العنكبوتية، وللأسف نحن حتى الآن لم نستطع تحجيم هؤلاء المنحطين الذين يمارسون أقذر أدوار التواصل فى فضائها، سواء بإطلاق الألفاظ المتدنية، أو ممارسة التضليل والكذب، وفبركة المعلومات والصور، أو ممارسة الاغتيال المعنوى ضد من يختلفون معهم فى الرأى، وأنا واحد من هؤلاء، حيث مارس ويمارس الإخوان الإرهابيون معى كل أنواع الاغتيال المعنوى، وقد قاموا بنشر كل ما من شأنه الإساءة لى، وفى البداية كنت أشعر بغضب وامتعاض حتى قال لى أحد العلماء الأفاضل هناك آية عظيمة فى القرآن تقول «وأعرض عن الجاهلين»، فأعرض وأجرك على الله العظيم.. وبالفعل عملت بالنصيحة، ولم أعد أهتم حتى بقراءة سبابهم وشتائمهم، لكن ما يدعونى للدهشة هو كيف لهؤلاء الادعاء بأنهم حفظة قرآن، أو مدافعون عن الإسلام، ويلقون فى وجوهنا بكل هذه القاذورات التى تنضح بها أفواههم وأقلامهم؟!.. كيف لأحدهم أن يشتمك بالأب والأم وهو يستعير اسمًا آخر ويهرب كالجبان ويتخفى؟!.. وهذا موضوع آخر لابد من التوقف أمامه لاحقًا.. وتحيا مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة