يحدث الانفجار من هنا، وتظهر أمامك ثلاثة أنواع من البشر، مغموسة عقولهم وتصرفاتهم بنكهة «حميرية» حيوانية، أولها يريد أن يلعب دور المواطن العاقل والمنطقى، قائلًا: «الإخوان مش مسؤولين عن التفجيرات.. محدش عنده دليل.. بلاش اتهامات متسرعة».. هكذا يقولها ويفعلها دون أن يلتفت إلى تناقضاته، وإلى المنطق الذى أراد الدفاع عنه، فضربه فى مقتل.. يطلب من الناس عدم التسرع فى اتهام الإخوان، بينما هواه السياسى دفعه للتسرع فى تبرئة الإخوان.. يطلب من الناس عدم الاتهام بدون ظهور أدلة، بينما هو يبرئ دون أدلة.. يطلب من الناس ألا تضع الإخوان على رأس المشتبه بهم، رافعًا شعار العقل والتعقل، بينما هو لا يستخدم عقله فى استدعاء جميع مقاطع الفيديو التى يعترف فيها قيادات الإخوان بملاحقتهم ضباط الشرطة والجيش، وتوعدهم بإحالة أيام مصر إلى فوضى حتى يعود مرسى.
ثانى الأنواع البشرية المغموسة بالنكهة «الحميرية»، هم بعض قيادات وشباب الإخوان الذين تعلو أصواتهم لتقارب نفس درجة دوى الانفجار، ويصرخون قبل أن نلملم أشلاء ودماء الضحايا: «الداخلية والجيش هى اللى عملت التفجيرات دى.. هى اللى قتلت جنودها علشان تشوه صورة الجماعة وحكم قبضتها»، والبعيد الإخوانى كما تعلمون مشوّه البصيرة، فاقد للإبداع، يريد من الناس أن تصدق أن الدولة التى تبحث عن هيبة، وتشتريها من أسواق الناس بكل ثمن، تضرب وتفجر مقراتها الأمنية، وضباطها من أجل تشويه جماعة غارقة فى مستنقع التشويه أصلًا.. الإخوانى الذى فضّل أن يتهم الداخلية قبل أن يعزى مصر فى دماء أبنائها، يتخيل أنه الأذكى، ويتخيل أن الناس فى الشوارع على درجة من السذاجة، تمنعهم من تذكر تهديدات قيادات الإخوان، وشماتة شبابهم فى كل عسكرى يموت، وعلى نفس السلم الحميرى الذى يقف فوقه الإخوان، يقف هؤلاء المقتنعون بأن الجهاز الأمنى معذور، ولا يمكن اتهامه بالفشل، ولا يتحمل مسؤولية انتشار الإرهاب والاصطياد السهل لعناصره فى الشوارع.
تقول القاعدة التى نقشها الإخوان بألسنتهم وأيديهم فوق منصة اعتصام رابعة وما بعد فض الاعتصام: «إما أن نحكم الشعب المصرى، أو ننتقم من الشعب المصرى بنشر الفوضى.. باختصار يانحكمكم وتصبحوا أعظم شعوب العالم.. يانفجركم وتكونوا عبيدًا للبيادة».
وعلى الصفحة الرئيسية لموقع الدكتور يوسف القرضاوى، مفتى الإخوان الأكبر ومنظرهم الدينى، قطعة مسمومة نشرها الشيخ الإخوانى قبل 72 ساعة من الآن، لتحريض شباب الإخوان على القتل والتدمير، موفرًا لهم الغطاء الفقهى والشرعى لاستباحة دماء من أزاحوا مرسى من السلطة.. الشيخ كتب تحت عنوان «فقه الأولويات فى وقت الأزمة والمحن» أن الصلابة والقوة لهما الأولوية فى هذا التوقيت، ثم اختار مجموعة من الأحاديث والوقائع التاريخية من التى تشجع على القتل والدم فقط مثل: («سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فأمره ونهاه فقتله»، و«أفضل الشهداء الذين يقاتلون فى الصف الأول، فلا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك يتلبطون- أى يتمرغون- فى الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربك، فإذا ضحك ربك إلى عبد فى موطن فلا حساب عليه»، وعن معقل بن يسار رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عبادة فى الهرج كهجرة إلىّ»، والمقصود بالهرج هو: الاختلاف والفتن، وقد فسر فى بعض الأحاديث بالقتل، لأن الفتن والاختلاف من أسبابه، فأقيم المسبب مقام السبب).
فى الثقافة العربية قديمها وجديدها، يستخدم لفظ حمار كأحد مرادفات الشتائم الشعبية الشائعة لوصف شخص بالغباء، أو سوء التفكير والتصرف، وفى الثقافة الأوروبية يستخدم لفظ حمار لوصف هؤلاء الذين يبذلون جهدًا ضخمًا، لكن دون مردود لائق أو دراسة متأنية لطبيعة العمل الذى يقومون به، وفى الثقافة اليونانية تحديدًا يستخدمون لفظ حمار «غايدورى» لوصف الشخص الوقح الذى تنقصه الأخلاق.
س: قم بتطبيق ما فهمته من وضع الحمار فى الثقافات العربية والأوروبية واليونانية على وضعنا الحالى، وتحديدًا بعد حادث المنصورة الإرهابى.
ج1: الغباء الذى يستدعى وصف صاحبه بالحمار، هو تصرفات الإخوانى الذى يرى أن مسيرات ومظاهرات العنف التى تهتف ضد المصريين فى الشوارع، وتصفهم بعبيد البيادة، وتذبح من يعترض هذه المسيرات، هو الطريق لاكتساب التعاطف الشعبى لدعم مرسى فى زنزانته.
ج 2: يوصف بالحمار فى أوروبا من يبذل جهدًا فى عمل غير مدروس، ولا يأتى بمردود طيب، والإخوانى الذى يبذل جهدًا فى تبرير شماتة إخوانه فى قتل الجنود، أو البحث عن دلائل إثبات صحة كلام قياداته مثل سيف عبدالفتاح، بخصوص مسؤولية الداخلية والسيسى عن قتل الجنود، لم يفهم بعد أن المردود الوحيد لهذه التبريرات المزيد من طين الإدانة فوق رأس الإخوان.
ج3: الحمار فى الثقافة اليونانية هو ذلك الشخص الذى تنقصه الأخلاق، والإخوانى الذى أعلن شماتته المبكرة فى تفجير النهضة، ودعم بماله وجهده ووقته وتجارته فى الدين الـ«هاشتاج» الشهير ذا الألفاظ السيئة، لا يستحق لقبًا أفضل من ذلك بالعربى واليونانى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة