اتهم كرم جبر حمدين صباحى بالتزييف والتضليل، وأنه متكالب على السلطة بشراسة وضراوة، على عكس منافسه الأوفر حظا، وفى الوقت نفسه يؤيد ترشحه حتى لا تكون انتخابات المرشح الواحد، ونعود إلى لون جديد من ألوان الاستفتاء، وإيهام الرأى العام بأنها انتخابات حقيقية، كرم يطالب حمدين بالتركيز فى برنامجه الانتخابى ويخلع السيسى من دماغه، ووصل به الأمر إلى اتهام حمدين بدعم مرسى والإخوان والحديث مع الإعلام الأمريكى «وما أدراك ما أمريكا»، أخذ على صباحى أنه قال «إن معالم عصر مبارك تعود الآن»، وهذا كلام صحيح بدليل وجود كرم نفسه فى الصورة مهاجما لكل خصوم النظام الأسبق، استعداء الناس على شخص يمارس حقوقه، والتقرب إلى الجناح الأقوى على أمل التقاط صورة فى المشهد الجديد، هى هواية قديمة لأمثال رئيس مجلس إدارة روزاليوسف الأسبق، الذين بدأوا فى تطفيش الناس من حول السيسى، لأنهم تخيلوا أن ثورة يناير كانت مؤامرة، وأن الشعب كان مخدوعا.
كرم فى مقاله فى «اليوم السابع» أمس استعاد لياقته التى فقدها منذ ثلاث سنوات، وعاد لينبه القائمين على أمور الحاجات أنه تحت الطلب وأنه جرىء ومستعد لتقديم المطلوب، لست مع أحد الطرفين بعد، لأننى لم أقرأ برنامجيهما، وأعرف أنها مجرد معركة انتخابية، ويحدث فيها ما يحدث فى أى انتخابات، ولكن أن يحولها رموز زمن مبارك إلى معركة وطنية، الذى يقف فيها ضد السيسى يصبح خائنا وعميلا، فهذا معناه أننا ننتظر أياما صعبة، لسنا بصدد الحديث عن الأنسب والأكفأ والمناسب، نريد أن نتحدث عن الأخلاق.