أكرم القصاص

ادفع نصيبك من العدالة

الأربعاء، 30 أبريل 2014 07:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا جاءت سيرة الدعم وهيكلة الدعم، تصحو غدد الخوف عند كثيرين وينتفض أعضاء النخبة رفضاً وخوفاً من أى مساس بالدعم، مع حديث ممتد وطويل حول الفقراء وضرورة مواجهة الفقر والعشوائيات والتنمية فى الصعيد والريف.

وهو كلام حق، لكن نفس الكلام يحصل على السلع المدعومة والوقود المدعوم، والكهرباء المدعومة رغم عدم استحقاقهم، ولا أحد يجيب عن أسئلة أهمها أين ذهبت آلاف المليارات التى تم إنفاقها فى الدعم ونسبة الفقر تتزايد فى مصر.

المصريون يدفعون 135مليار جنيه خلال 2011 - 2012، ودعم الوقود يستهلك 70.8%، والأكل والتموين 22.4%، و دعم الكهرباء 16.3 مليار جنيه ودعم الإسكان والصحة وخلافه، كل هذه المليارات لم تمنع من أن يصبح 20 مليون مصرى فقراء وتحت خط الفقر، و40 مليونا يعيشون بالكاد.

يعنى كل هذه المليارات لاتصل لمستحقيها، لأنها موزعة بين الفقراء والأغنياء، وهذه المليارات تتسرب من ثغرات الفساد ودهاليز الحكومة. وبعضها تحصل عليه الشركات والمصانع ويذهب فى حوافز الاستثمار وخلافه. هناك اعتراف من الجميع بأن الدعم لايصل لمستحقيه، ورغم ذلك لا أحد يفكر فى حل لهذه المعضلة.

مع علمهم أن كل هذه المليارات التى دفعت لم تنجح فى نقل الفقراء إلى الستر، ولن نقول الثراء. بل إنهم زادوا فقرا. وكانت هناك مقولة أن نظام مبارك حافظ على استمرار الدعم ليضمن الهدوء الشعبى، فلماذا لا يفكر البعض فى طريقة لتصل هذه المليارات لأصحابها بالفعل وألا تتحول إلى صدقة تحفظ الفقراء على فقرهم.

كل هذا ولا أحد يريد الاقتراب من الموضوع، الذى يحتاج إلى حل نهائى، وليس لمجرد سد خانة، كان الدعم مفيدا عندما كان تحت السيطرة، لكنه لم يعد يصل لمستحقيه، للفقراء ومحدودى الدخل وتتحول إلى علاج وتعليم وتنمية تنقلهم للترقى الاجتماعى وتخرجهم من الفقر، وان يكون ذلك ضمن تكافؤ فرص. وإلا يصبح الدعم مجرد صدقة يعايرون بها الفقراء، ولا تصل إليهم.

وهذا يتطلب أن تواجه النخب نفسها، ويتم إعادة النظر فى منظومة أثبتت فشلها، وإخراج الأغنياء منها، وأن يتعامل المستورون فى المجتمع مع الأسعار بما هى عليه، هم يعترفون أنهم لايحصلون على الدعم ويرفضون فى الوقت نفسه دفع نصيبهم من العدالة التى يتحدثون أنها من أهداف الثورة، وهم أول من يرفض سداد نصيبه منها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة