إلى الذين يروجون لمصطلح «صناعة الفرعون»، ويعممونه على كل حكام مصر، عليهم أن يلتمسوا لى المعذرة إذا اتهمتهم بالأمية، والفقر الشديد فى المعرفة، ولن أتجاوز إلى اتهامهم بالجهل السقيم.
كل من يطلق على نفسه ناشطًا، أو محللًا سياسيًا، أو خبيرً استراتيجيًا، أو إعلاميًا ثوريًا، والمثقف «الكاره نفسه وبلاده»، يخرج علينا يوميًا بمصطلحات «حافظها» من خلال السمع، وليس عن طريق القراءة والبحث، من عينة نرفض الحاكم الفرعون، دون أن يدرى حقيقة هذا المصطلح.
أولًا جرت العادة على تعميم لقب فرعون على الحاكم فى مصر القديمة، مثلما كانت تعمم الألقاب على الحكام فى عدد من الممالك المناظرة واللاحقة، فعلى سبيل المثال كان يطلق على ملك الفرس «كسرى»، بالرغم من أن من تسمى بهذا الاسم هو ملك واحد من بين ملوكهم، ثم جرت العادة بعد ذلك على تسمية كل ملك فارسى بـ«كسرى»، كما يُسمى ملوك الروم بـ«قيصر»، وملوك الحبشة بـ«النجاشى».
علماء المصريات الأجانب أكدوا أن كلمة «برعو» فى اللغة المصرية القديمة تعنى «المنزل الكبير» أو ما يعنى «القصر»، وذلك نسبة إلى تركيب «بر – عا» الذى ظهر فى عهد الأسرتين 18 و19، وبالرغم من هذا فلا نجد دليلًا فى خرطوش واحد من الخراطيش الملكية التى تحمل أسماء الملوك يشير إلى ذلك اللقب «بر - عا».
إذن علماء المصريات الأجانب يحاولون التوفيق بين التاريخ، وما ورد فى التوراة التى أشارت فى سفرى التكوين والخروج إلى ملوك مصر جميعهم بلقب «فرعون»، غير أن التوراة لم تفرق فى ذلك اللقب بين الملوك الثلاثة الذين كانوا يحكمون مصر وقتها، والذين عاصروا أنبياء الله: إبراهيم، ويوسف، وموسى عليهم السلام على الترتيب، بل عممت التسمية واللقب على كل من حكم مصر.
كما أن لفظ «فرعون» له مصدر آخر غير التوراة، وهو القرآن، حيث يظهر اللفظ كاسم علم أكثر منه لقبًا، ووصل عدد ذكر «فرعون» فى القرآن صراحة 71 مرة فى 27 سورة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة