أكثر من سبب يدفعنى للكتابة عن العدد الفريد الذى أصدرته أخبار الأدب هذا الأسبوع، أولا: أن يفكر القائمون عليها فى عمل عدد خاص عن جابراييل جارسيا ماركيز فى هذا المناخ المتوتر ووسط أكوام البذاءة والنفاق والضجيج، فهذا يعنى أن الثقافة المصرية بخير وتستطيع أن تنأى بنفسها فى اللحظات المربكة عن المعارك الصغيرة، ثانيا: أن يقدم المتخصصون فى اللغات الأجنبية، خصوصا الإسبانية، من أساتذة الجامعات والمبدعين، على الاهتمام برحيل الساحر ماركيز والكتابة لجريدة أسبوعية تدفع، إذا دفعت، أجورا رمزية، فهذا يعنى رغبة حقيقية فى دعم المطبوعة المحاصرة لكى تسترد عافيتها وقارئها وتعود سفيرا للقاهرة فى الوطن العربى.
ثالثا: يجب الإشادة بجهد محمد شعير وأحمد عبد اللطيف وبقية الفريق الذى أنقذ الجريدة من الضياع، ولا أفهم حتى الآن كيف يوافق العزيز ياسر رزق على بقاء اسم رئيس التحرير السابق على الجريدة، دون أن يكون له أى دور، العدد ملىء بالمفاجآت السارة وتجاورت على صفحاته أجيال مختلفة وتعامل مع حدث رحيل شخص مؤثر فى الكتابة العالمية والعربية بمسؤولية تليق بمصر المبدعة الرحبة، ستقرأ مقالات مترجمة عن العرب فى رواياته ومقالات نجوم الكتابة العالميين عن رحيله، كيف كتبت عنه أخته والممثلة تاتشيا كينتانا، عن علاقته بكاسترو، قراءة مختلفة عن مائة عام من العزلة التى منحته نوبل، ستقرأ جزءا من روايته التى لم تكتمل، هذا بالإضافة إلى بعض المقالات لكتاب مصريين وعرب.. عمل مفرح من الصعب اختزاله فى هذه العجالة.