احتفلت حركة «تمرد» يوم 28 إبريل بالذكرى السنوية الأولى، الحركة الشبابية التى هزت العالم كله. كم كانت رائعة فكرة تمرد فى بساطتها، قام بها شباب مبدع استطاع أن يكتسب ثقة ومحبة المصريين فى وقت وجيز، فبعد الإعلان الإخوانى الإرهابى الدستورى ثم دستور قاضى قضاة الإخوان الغريانى، زاد غليان الشعب المصرى ضد الاحتلال الإخوانى.. نعم كان احتلالاً بكل ما تحتويه الكلمة من معان، وقد قلنا ذلك فى عز سطوتهم وجبروتهم. وأتذكر بداية المظاهرات القليلة بالمئات، عندما كنا فى طلعت حرب فى سبتمبر 2012 وكنا نخشى أن يستمر خداع الشعب، ولكن الشعب العظيم ووعيه الجمعى كان سابقا للنخبة بآلاف الأميال، وبدأت إرهاصات الثورة تتكون.. فكان التمرد هو الشعار.. حركة شبابية تغلغلت فى كل محافظات وقرى مصر، وتفاعل معها الشعب بكل فئاته، وبدأ المواطنون العاديون يجمعون الاستمارات والتوقيعات بنفسهم، وراح بعضهم ضحية الغل والإرهاب الإخوانى القذر.
أتذكر فى أول لقاء لى مع شباب تمرد ربما فى أوائل مايو 2013 مع محمود بدر، ومحمد عبدالعزيز، وحسن شاهين، وحازم الزهيرى، وكنا فى شارع طلعت حرب مساءً بعد إحدى مظاهرات التحرير، أن قلت لهم ثلاثة أشياء: 1 - الاحتراس من الاختراق الإخوانى، فقد عانينا منه فى كل الحركات الثورية بدون استثناء منذ 25 يناير، وكانوا سبب فشلها، وقد عاصرت ذلك بنفسى حين اكتشفت أن ذراعى اليمنى فى حملة «مقاطعون» التى قد قمت بها مع مجموعة من الشباب قبل انتخابات الرئاسة 2012 كان عبدالرحمن عز الإخوانى الإرهابى.
2 - قلت لهم أيضا احترسوا من أغنية الفلول التى يصدرها الإخوان وأعوانهم عمال على بطال لشق الصف الوطنى قبل ثورة 30 يونيو.
3 - نصحتهم بالاحتراس من محترفى الركوب على الحركات الثورية وسرقة دفة القيادة من شخصيات سياسية بعينها. كان أملنا الوحيد فى تمرد.. استمارة تجمع المصريين على كلمة واحدة والأهم النزول فى توقيت واحد.. بدأ الهجوم على الحركة وتشويهها كما هو متوقع من الإخوان وبعض الفاشيين من عبدة صنم يناير وبعض الحركات الثورية الأخرى التى فشلت فى الشارع، واختفت عن الأضواء، فاتهموا «تمرد» بالعمالة للأمن وللمخابرات بسذاجة، وكانت الإجابة نعم تمرد عملاء للوطن وعملاء للشعب المصرى.. كانت لغتهم متواضعة. لم يتعالوا على الشعب مثلما سقطت حركات شبابية أخرى..لم يتلقوا تمويلا من الخارج تحت أى مسمى برىء أو غير برىء. لم يتلقوا تمويلا من الداخل وكل من يريد المساهمة بأموال كان الرد بسيطا.. طباعة استمارات تمرد وجمع التوقيعات ثم تجميعها بواسطة شباب تمرد..قام الإخوان وحلفاؤهم من التنظيم الإرهابى بتدشين حركة تجرد، ودفعوا أموالا طائلة من التنظيم الدولى المرتبط بماسورة تمويل قطرية لشراء التوقيعات، ورغم ذلك فشلوا وكانوا مدعاة للسخرية.
تمرد أعطت درسا سياسيا فى كيفية التفاعل الإيجابى مع الشعب، وأى حركة شبابية تتعالى على الشعب، وتكون منعزلة عنه وتحاول فرض وصايتها وإرادتها على شعب بأكمله هى فاشلة تماما. واحب أن أقول لمحمود بدر ورفاقه يكفيكم فخرا أن الذى كرمكم واحتفى بكم هو الشعب المصرى وليس آن باترسون ولا كونداليزا رايس ولا السى إن إن! لو كان الغرب فعلا يحترم إرادة الشعوب ويتعامل بحيادية مع الثورتين، لكنا رأينا محمود بدر مثلا تم تكريمه دوليا مثل وائل غنيم، ولكنها ازدواجية المعايير الغربية التى هللت لثورة يناير وصدرت مؤخرتها لثورة يونيو. وأخيرا تحية كبيرة لكل شباب تمرد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة