يمكنك القول عزيزى القارئ وأنت مطمئن تماماً أن حكومة المهندس إبراهيم محلب لا يوجد بها وزير للكهرباء والطاقة والوزير الحالى الذى يتولى المنصب جاء بالخطأ أو بالصدفة دون أن يعلم المهمة الموكلة إليه وهى حل أزمة انقطاع الكهرباء كأولوية أولى عاجلة ثم دراسة توفير الطاقة الكهربائية وبدائلها لخطة التنمية وجذب الاستثمارات، فالوزير الحالى الدكتور محمد شاكر يتولى فى الحكومة الحالية مهمة أخرى وهى كيفية إدارة انقطاع التيار الكهربائى عن المواطنين. وعلى هذا الأساس قبل المنصب فى حكومة محلب والتفرغ فقط لمهمة حيوية واستراتيجية وهى تنظيم عدد ساعات قطع الكهرباء يومياً وإبلاغ المواطنين عبر وسائل الإعلام بالمواعيد باعتبار أن وزارة الكهرباء تحولت إلى عيادة طبية وإبلاغ المرضى بموعد الكشف، وبالتأكيد المهندس محلب عين الدكتور شاكر لهذه المهمة الشاقة والصعبة جداً والتى تحتاج لوزراء ذوى خبرة فى تنظيم حرمان الناس من حق أصيل وخدمة يدفعون مقابلها المال، مثل الدكتور شاكر.
الحقيقة أن وزير الكهرباء الحالى اعترف بقدراته الحقيقية فى إدارة الوزارة ولم يخدع أحدا بمن فيهم المهندس محلب فهو – كما صرح بالفم المليان - لم يقدم وعوداً لأحد بقدرته على حل أزمة الكهرباء فى مصر والصيف المظلم التى تنتظره، وكشف عن موهبته الحقيقية وقال بأنه لا مفر من انقطاع الكهرباء وأن الأزمة لن تحل قبل عام 2018.. وعليكم خير.
العيب ليس على وزير الكهرباء فالرجل يعرف قدراته ولم يعد أحدا بالأمانى وتعامل بمبدأ «رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه»، فلا لوم عليه وإنما اللوم على المهندس محلب الذى خصص فى حكومته مقعداً لوزارة على غير مسمى. فإذا كان واقع الحال يقول بأن من سبقوا الدكتور شاكر لم يقدموا حلولاً عاجلة لحل أزمة انقطاع الكهرباء، فما كان الداعى لتغيير 4 وزراء للكهرباء منذ أغسطس 2012 ولماذا لم يتم الإبقاء على الدكتورحسن يونس لاستكمال ما بدأه منذ عام 2001.
المهندس محلب أعلن مع توليه المسؤولية أن هذه الحكومة هى «حكومة مقاتلة» لمواجهة مشاكل وأزمات مصر الحالية وبالطبع منها أزمة الكهرباء، لكن يبدو أن من بين وزراء الحكومة الحالية أناس طيبون مسالمون لا يحبون القتال والمغامرة مثل وزير الكهرباء.