أولا: الإعلام سياسة.. لذلك عرف العالم المعايير المهنية ومواثيق الشرف الإعلامى لتحديد الفروق والتداخلات بينهما، لكن تراجع مهنية إعلامنا وغياب مواثيق الشرف والتنظيمات النقابية للإعلاميين أدى للخلط العبثى بين السياسة والإعلام، وخضوع الأخير لرأس المال والتوجيهات الحكومية.
ثانيا: عبثية الساسة والإعلام أنتجت خطابا دعائيا يمنع الصوت الآخر، ويعمق الانقسام فى المجتمع بين القوى المدنية والقوى الإسلاموية، والجديد أنه يقسم القوى المدنية «القوى التى أطاحت بحكم الإخوان» إلى معسكر 25 يناير، ومعسكر 30 يونيو.
ثالثا: إعلامنا ضال ومضلل للجمهور لأنه خاضع لضغوط وإكراهات الحكومة أو رجال الأعمال وسطوة الإعلانات، وبالتالى فهو ينتج مضامين وأشكالاً فقيرة وغير مبتكرة، ومتشابهة إلى حد كبير، وستجد مثلا أن برامج التوك شو تعالج كل ليلة أربع أو خمس قضايا متماثلة، وتعتمد على قائمة محدودة من الأسماء، أغلبهم خبراء استراتيجيون وأمنيون لا علاقة لهم بالأمن أو الاستراتيجية.
رابعا: لا مهنية الإعلام وعبثية السياسة والإعلام أنتجت المذيع «مقدم البرامج» الداعية الذى يخطب فى الجمهور ويقدم آراءه على أنها حقائق، ويخلط بين الخبر والرأى، ويسب ويهاجم معارضيه باعتبارهم أعداء للوطن وطابورا خامسا، طبعا بدون أن يمنح معارضيه فرصة الرد.
خامسا: الأمية الأبجدية، والأمية الثقافية، وغياب التربية الإعلامية لدى قطاعات واسعة من الجمهور أدت إلى إذعان عام لنمط المذيع - الخطيب والمصلح الاجتماعى والسياسى، والغريب أن إلحاح الميديا وتعود الجماهير على وجوه وكلام هؤلاء المذيعون جعلت منهم نجوما يقدمون برامجهم فى الإذاعة، رغم افتقارهم للتعليم والثقافة والمعرفة السياسية بل والمعرفة بقواعد العمل الإعلامى.
سادسا: نجومية المذيع - المصلح الاجتماعى - الخطيب مثل فقاعات الصابون، ستزول سريعا وبمجرد أن تتوقف برامجهم بسبب تغير الذوق العام أو تغير مزاج صاحب المحل أى صاحب القناة، ولنتذكر أسماء ووجوهاً كثيرة كانت تلعب دور المذيع الخطيب بعد الثورة وذهبت مع الأيام، لأن التليفزيون وجماهيره العريضة بلا ذاكرة، ولا يعرفون معنى الوفاء أو الإخلاص إلا للصورة اللحظية التى تظهر أمامهم على الشاشة.
سابعا: ميثاق الشرف الإعلامى الذى طرحته وزيرة الإعلام للنقاش والتطوير.. واجه عاصفة من الرفض والتنديد لأن الإعلاميين هم الذين يضعون ميثاقهم وليس الحكومة.. ولم يطور الإعلاميون موقف الرفض إلى محاولة الفعل المستقل والاتفاق على ميثاق بديل، وهكذا نظل بلا ميثاق شرف وبلا نقابة للعاملين فى الإذاعة والتليفزيون.. أناشد الإعلاميين أن يتحركوا قبل أن تفعلها الحكومة وتصدر نيابة عنهم ميثاق شرف إعلامى.
ثامنا: إذا أصدرت حكومة محلب ميثاق شرف إعلامى سيرفضه ولاشك الإعلاميون لذلك قام محلب بخطوة احترازية غير مسبوقة، بدعوة مالكى القنوات الخاصة لاجتماع لمناقشة الميثاق!! ولم يجتمع محلب بالإعلاميين !! لأنه يعرف أن مالكى القنوات يمسكون بدفة الإنتاج الإعلامى فى قنواتهم ويتحكمون فى معظم العاملين فى القنوات الخاصة، ويستطيعون بقليل من الضغط عليهم شراء موافقتهم على ميثاق شرف إعلامى حكومى.
تاسعا: لابد من وضع ضوابط ذاتية ومواثيق شرف تلتزم بها وسائل الإعلام الخاصة أو العامة أثناء تغطية الانتخابات الرئاسية، وقد اقترحت فى هذا المكان بعض القواعد الأسبوع قبل الماضى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة