معظم الشخصيات العامة التى رسمت ملامح الـ100 يوم الأولى للرئيس القادم محترمة، ولا غبار عليها، طالبوه باتخاذ إجراءات وقرارات «مع اعترافهم بصعوبة تحقيق تغيير ملموس للواقع المصرى فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية»، هذه الشخصيات لم ينتخبها أحد، وتذكرنى بجبهة الضمير الإخوانية وقبلها مجلس حكماء المعلم وأبو المجد، هم قرروا أن يكونوا ضميرا وحكماء وأوصياء وبرلمان وكله، وأوهموا الرئيس المقبل أنه فى حاجة إلى خبرتهم الطويلة فى كل حاجة، دوره سيقتصر على تنفيذ تعليماتهم، بيانهم الاستعراضى الذى صدر قبل ثلاثة أيام يدعى الموقعون عليه أنهم الأجدر على قيادة البلد، طالبوا بتشكيل وزارة حرب، تكون قادرة على تحقيق ما يتم التكليف به، مصغرة، مكونة من رئيس الوزراء والوزارات السيادية ونائب اقتصادى (مالية تخطيط استثمار صناعة) وأخرى لشؤون التعليم ومشتقاته، وثالثة للزراعة وما إلى ذلك ورابعة للطاقة، مع ضرورة وجود مجلس استشارى لا يتقاضى أعضاؤه أجرا.
وتحدثوا فى بيانهم الفريد فى كل شىء تقريباً، مع أن معظمهم من غير المتخصصين باستثناء اثنين أو ثلاثة، فى ملف النيل مثلاً، طالبوا بإتاحة الفرصة للدبلوماسية الشعبية التى سيكونون على رأسها بالطبع، وكأن الموضوع جلسة صلح بين عائلتين، لم يفوتوا فرصة انتقاد الحكومات السابقة وكيف فشلت فى مادتى العدالة الانتقالية والثورية، البيان الذى يخلو من الشباب أكد أن تصورات الموقعين التليفزيونيين ستكسب النظام الجديد مصداقية أمام الشعب، وستؤدى إلى استجابة المواطنين لسياسات التقشف وتحفزهم على العمل والإنتاج وتأجيل المطالب الفئوية، الأسماء الكبيرة التى وقعت على البيان بالغت فى تقديرها لنفسها، وياريتهم يتنازلوا شوية ويبقوا من الشعب.