يبدو أن هناك من يحاول جاهداً إظهار أن هناك حالة من الندية والتقارب فى الفرص بين مرشحى الرئاسة الحاليين السيسى وحمدين.
من حق كل من يرى فى نفسه القدرة على تولى مسئولية مصر الآن أن يتقدم ويطرح وجهة نظره الخاصة، وبرنامجه المختلف للنهوض بالبلاد القعيدة المريضة.
كما أنه من حق أى شخص أو جهة دعم المرشح الذى ترغب فى دعمه.
لكن ليس من حق الداعم أن ينفصل عن الواقع ويغوص فى أمنياته الخاصة، ثم يحاول أن يجعل منها أمراً واقعاً مفروضاً على الآخرين الإقرار به.
فما بدأ يطفو على سطح المشهد الآن من تلك الأساليب العقيمة المستهلكة التى عادة ما تصيبنى وكثيرين بالغثيان، أن تبدأ حملة المرشح الأقل شعبية بالتشهير والتهليل والشكاوى من انحياز مكاتب الشهر العقارى تارة وانحياز أجهزة الدولة تارة أخرى للمرشح المنافس.
كما لو كانت فرصة للدعاية وإظهار مرشحهم فى صورة المضطهد رسمياً والأكثر شعبية لولا تدخلات أجهزة الدولة التى تم تسخيرها بالكامل لخدمة المنافس!!
فبأى منطق أو غير منطق يعد السيسى فى موضع منافسة مع حمدين؟
السيسى مكلف بالترشح شعبياً وليس مرشحاً له شعبية ما أياً كان حجمها.
فكون هناك من يتحلى بالشجاعة ويرغب فى المنافسة ويجرؤ على تخطى فكرة فرصه الأقل فى مواجهة الآخر، فعليه أن يبذل مزيداً من الجهد البناء الإيجابى هو ومن يدعمه خاصة حملته الرسمية لزيادة شعبيته، وبالتالى فرصته فى الفوز بترتيب لائق فى السباق.
ربما تستجد فى الأمور أموراً أخرى يعلمها الله ولا نعلمها نحن الآن، كل شىء وارد والمفاجآت لا تكل ولا ترأف بأقصى توقعاتنا.
ولكن بكل أسف محملاً بالأسى أن كل ما يشغل خطط وأولويات حملة صباحى هو التربص لحملة السيسى والشكوى المسبقة من انحياز الدولة بمؤسساتها الرسمية لدعمه، ولا يشغلها حتى الآن الترويج الجيد لبرنامج مرشحها والسعى لزيادة عدد المؤيدين والتركيز داخل دائرة المرشح نفسه، لا التشتيت والتشهير الذى قد ينتقص من شعبيته ليس إلا.
أكررها ثانية: دعوا مفوض الشعب وشأنه، وركزوا مع مرشحكم لعلكم تفلحون.