كثير من المصريين الشرفاء أصابتهم الصدمة، من تقلب مواقف عدد كبير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين والكتاب، ما بين مؤيد ومدافع للجيش بالأمس، إلى عدو شرس اليوم، دون أى أسباب منطقية.
الحقيقة الصادمة، أن تلون مواقف هؤلاء له أسبابه ودوافعه، فلكل موقف له لونه المناسب حسب ما تقتضيه المصالح الشخصية، وليس المصلحة العامة، فالنشطاء والحقوقيون، يلونون مواقفهم حسب حجم التمويلات، فإن كانت الموجة العالمية عالية، وتسير عكس اتجاه مواقف الدولة المصرية، فإن هؤلاء النشطاء وبسرعة مذهلة يركبون الموجة، ويسيرون فى نفس مسارها، ويتبنون مواقف من بيدهم قرار فتح وغلق حنفية التمويلات الدولارية.
كل النشطاء والمنظمات الحقوقية، تعيش فقط على التمويلات الخارجية، ومن ثم فإنها ملزمة بتبنى مواقف المنظمات العالمية، من عينة «هيومان رايتس ووتش» التى تحمل كما كبيرا من الكراهية والبغض لمصر، وتؤيد جماعة الإخوان الإرهابية، وتضغط على الإدارة الأمريكية لاتخاذ مواقف أكثر تشددا ضد القاهرة.
أما السياسيون، فدائما مواقفهم حسب الريح ما يودى الريح، فإذا كانت الريح جالبة لهم المنافع الخاصة، فتجد الترحاب والتهليل بها يفوق الوصف والخيال، أما إذا كانت الريح تتصادم مع مصالحهم، وتتفق مع مصلحة الوطن والمواطنين، فإنهم يعلنون الحرب الضروس ضدها، ويطالبون بالحشد لإنشاء الأسوار العالية، والمصدات الخرسانية، للوقوف فى وجه هذه الريح.
أيضا مواقف بعض الكتاب والإعلاميين، تتلون حسب ما تقتضيه مصالحهم، فالبعض كان يدافع عن القوات المسلحة، ويطالب الفريق أول عبدالفتاح السيسى - حينها - بالتدخل لإزاحة محمد مرسى وإخوانه من الحكم، ووصل إلى حد التوسل، وعندما استقال المشير السيسى، ليخوض الانتخابات الرئاسية، وبدأ فى تشكيل حملته الرسمية، ومساعديه وهيئته الاستشارية، استبعد عدد من هؤلاء، فبدأوا فى سن سكاكينهم للتقطيع فى سيرة الرجل، فى مشهد انقلابى مقزز وفاضح، لأن هؤلاء كان يحدوهم الأمل فى أن يكون لهم دور فى المرحلة المقبلة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة