جدل حول تلاعب رواية "المخطوط القرمزى" بتاريخ سقوط الأندلس

الثلاثاء، 08 أبريل 2014 11:04 م
جدل حول تلاعب رواية "المخطوط القرمزى" بتاريخ سقوط الأندلس الدكتورة رحاب عبد السلام
كتبت إيمان عادل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت الدكتورة رحاب عبد السلام، مدرس اللغة الإسبانية بكلية الألسن جامعة عين شمس، إن تناول البعد التاريخى فى روايتى "المخطوط القرمزى" لأنطونيو جالا، ورواية "غرناطة" لرضوى عاشور يكشف اختلاف التناول التاريخى للأحداث السياسية التى شهدتها أسبانيا بعد سقوط غرناطة وتدمير آخر معاقل المسلمين فى الأندلس وهو الاختلاف فى التناول الذى قد يصل أحيانا إلى درجة الاختلاق التاريخى.

وأضافت رحاب عبد السلام فى الندوة التى عقدت مساء أمس بالمركز الثقافى الإسبانى ثربانتس بعنوان الأدب المقارن، إن رواية المخطوط القرمزى لأنطونيو جالا تتناول التاريخ التخيلى لفترة سقوط الأندلس العصيبة وتبرز الرواية كيف قام الكاتب بالتلاعب بالتاريخ بدأها باستخدام شهادات العامة فى تضمين الرواية وتفاصيل ذاتية وتضمين الرواية بكثير من التبريرات.

وأضافت أن هناك تقنيات لجأ إليها الكاتب ليقول بأنه لا يقدم النسخة الرسمية التاريخية للأحداث أو الجانب الحقيقى منها فما يروى أنطونيو جالا فى روايته ليس كما ترويه كتب التاريخ عندما يقول هناك حدث ما تاريخى يقول أنا لست متأكدا من تاريخ هذا الشىء ولست على ثقة بجودة ذاكرتى فيما يخص هذا الحدث إذن فهو يقدم رؤيته الخاصة للتاريخ، فى حين أن الرواية العربية "غرناطة" لرضوى عاشور تحدثت عن أسرة عربية تعيش فى إسبانيا قبل عام من سقوط غرناطة لتمر بمأساة طمس جميع ملامح الهوية بشكل متعمد بداية من تسليم غرناطة وحرق مخطوطات تحوى كنوز عربية والحياة بالخفاء على الدين الإسلامى وفى العلن على المسيحية وهو ما يوضح أن هناك بعدا حقيقيا وثائقيا واضحا فى الرواية وموثق تاريخيا.

وأشارت رحاب عبد السلام، فى إطار المقارنة بين نماذج من الأدب العربى والأدب الإسبانى إلى تجربة مى التلمسانى بروايتها "دنيا زاد" وإيزابيل الليندى فى روايتها "باولا"، تقول الكاتبتين عاشتا تجربة الفقد والأمومة وعبرتا على تجربة الأمومة بكل خصائصه البيولوجية والنفسية والإنسانية من أحداث مثل الولادة والحمل ومشاعر شديدة الخصوصية لا تشعرها سوى الأم مما جعل دراستها تخلص إلى أن الألم يتجاوز الحدود الجغرافية فرغم بعد المجتمع التشيلى عن المجتمع المصرى إلا أن الكاتبتين عبرتا عن الأمومة وفجيعة الفقد بطريقة تكون متطابقة.

أما الدراسة الثالثة التى تناولتها الندوة وقدمتها أيضا رحاب عبد السلام فتناولت البعد المكانى فى رواية "خلية النحل" لكاميلو خوسيه ثيلا ورواية "زقاق المدق".

وقال إن الروايتين تتشابهان بشكل كبير جدا لتؤكد ما يتبناه كثير من النقاد الإسبان على أن الفترة ما بين الحربين العالميتين كانت الظروف الثقافية والاجتماعية والمعيشية تكاد تتطابق فى المجتمع المصرى والمجتمع الإسبانى ومن ثم فإن هناك تشابهات واضحة وجلية بين المجتمعين عبرتا عنها الرواية من خلال البعد المكانى.

وأضافت أن الروايتين تبدآن باستخدام تقنيات التلخيص المكانى والتركيز على مكان صغير يأخذ فى الاتساع تدريجيا حتى يشمل كامل المدينة ويخلق هذا المكان الصغير تداخلات بين شخصيات وعلاقات متداخلة كما يكتسب المكان بعدا سياسيا واجتماعيا وثقافيا.

وأشارت إلى أن كلا الكاتبين قد قام بدراسة المكان فى جميع أبعاده المادية والنفسية والاجتماعية وطرحا فكرة المكان المرجعى المتخيل المكان الداخلى والخارجى العام والخاص وكل الدلالات التى تنبع من استخدام المكان.

وأشارت إلى أن مقارنة روايتى "خلية النحل" و"زقاق المدق" خلصت إلى أن المكان مكون أساسى فى فهم القارئ للنص فضلا عن أهمية الالتفات إلى الإشارات المكانية داخل النص وعدم اعتبارها مجرد تفاصيل هامشية على النصوص الأدبية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة