الحديث عن إنقاذ مستشفى هورين ليس موضوعا شخصيا، لأنك تكتشف أن الدولة فى غيبوبة، وأن ما يقارب ربع المليون مواطن محرومون من الرعاية الطبية، فى منطقة يحسدها الناس لأنها تخرج المسؤولين والمناصب العليا، فى هورين هذه لا توجد مياه شرب صالحة للشرب ويلجأ المواطنون إلى شراء مياه مفلترة، تنتشر أمراض الكلى والكبد بشكل مخيف، المريض الذى لا يملك المال يموت، شباب القرية يقومون الآن بحملة نظافة وبناء سور وتهذيب الحديقة بالجهود الذاتية، هم مصرون على الدفاع عن حق أهلهم فى العلاج المجانى أو المدعوم، وعلى عودة الحق إلى أصحابه، الحالة التى شهدتها من الجميع فى الأيام الفائتة جعلتنى أجزم أن المشاريع القومية تبدأ من هنا، وكيلة الوزارة فى المنوفية الدكتورة هناء سرور يشيد بها الشباب، تفقدت المبنى الفريد ولم تصدق أن أحدا فكر فى هدمه، قررت توفير سيارة إسعاف للمستشفى وتبين أنه لا يوجد مكان لإقامة المسعفين وأن الجراج المخصص ينبغى أن يرمم، الصنايعية تبرعوا بجهودهم وأصحاب المحلات الصغيرة، المواطنون تبرعوا بالمواد الخام وكأن الدولة التى ينبغى أن ترعى الفقراء تتركهم هم ليقوموا بدورها، رئيس الوزراء النشيط لا يعرف شيئا ولا وزيرة الصحة ولا المحافظ بالطبع.
أحاول منذ فترة الوصول الى اللواء عادل لبيب الذى يعرف قدر هذه القرية لكى يخصص جزءا من المنحة الإماراتية المخصصة للمستشفيات والتى أعلن هو عنها، دون جدوى، الناس لا يطلبون المستحيل، فقط مكانا إنسانيا يليق باستقبال مريض، وألا يظن أحد أنه «يجبى» على أناس لهم حقوق على الدولة.