يتفاخر كل الذين مروا على منصب رئيس بنك التنمية والائتمان الزراعى بأنهم سيسقطون الديون عن الفلاحين، ويعيدون جدولة بعضها، ويكاد الواحد منهم أن يبكى عطفًا وتحنانًا على حال المزارع والدعم الذى يحتاجه، والدفء الذى ستقدمه له الحكومة لإقالته من عثرته.. رئيس البنك الحالى المحاسب عطية سالم قال نفس الكلام، لكنه كان أكثر واقعية، وقال إن البنك لن يسقط ديونًا أخرى جديدة بناء على أهداف سياسية.
رئيس البنك الحالى لا يقول كل الحقيقة.. هل تعرف سيادتك أن البنك الآن أصبح يزور الفلاح فى كوابيسه ليزيد همه بالليل، وذله بالنهار.. لن أخبرك عن استمارات صرف الأسمدة لمئات الأفدنة التى حازها أعضاء مجلس الشعب المنتمون للحزب الوطنى المنهل، ومازالوا يصرفونها مدعمة ليبيعوها بالسعر الحر للمزارعين، على حساب الغلابة من أصحاب الحيازات الصغيرة.. لن أحدثك عن المستوى المتدنى للإجراءات الإدارية فى البنك، هل لأنه يتعامل مع فئات بسيطة لا تستحق فى نظره قدرًا من الاحترام، حتى الموظفون بالبنك تجد أن معظمهم عابسون، وكأنهم يعطون المواطن من جيوبهم.
سأحدثك فقط عن «م. خ. ق» أنت تعرفها بالتأكيد، هذه الحروف تعنى «مقابل خدمة قرض» وهى رسوم تدفع عن تسلّم الشخص للقرض من البنك.. فى البنوك الخاصة - التى تعاملت معها على الأقل- لم تتعد هذه الرسوم 350 جنيهًا، هل تعلم سيادتك أن قرضًا يمنحه البنك للمزارع بقيمة 20 ألف جنيه يحصل البنك على مقابل خدمة قرض لهذا المبلغ 800 جنيه، بخلاف بعض المصروفات الصغيرة الأخرى، لتجد أن ما تسلمته من البنك قد يصل إلى 18 ألفًا و600 جنيه، ولأن الفلاح البسيط لا يعنيه أن يفهم أين تذهب هذه الرسوم، فإنه لا يسأل، هو فقط يرضى بأنكم تفضلتم عليه ومنحتموه القرض، مع شعور خفى بأن أحدهم ألبسه العمة دون أن يدرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة