اهتزت مشاعر، وساحت دموع، وأغرورقت عيون، وارتجفت قلوب من يزعمون أنهم حماة الحقوق والحريات، والمدافعون- رياء ونفاقا واسترزاقا- عن الحرية والديمقراطية، بمجرد صدور أحكام محكمة الجنايات بالمنيا باعدام 38 من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية على خلفية أعمال القتل والحرق والسحل والترويع بالمحافظة، عقب فض اعتصام رابعة والنهضة فى أغسطس الماضى. تدافع المتباكون وتهافتوا لذرف دموع التماسيح على الحكم، واعتبروه نكسة للقضاء المصرى، واهتزازا لساحة العدالة، وأظهروا خوفا زائفا على سمعة مصر بالخارج، وأمام الرأى العام الدولى بسبب هذا الحكم القضائى. وتناسى هؤلاء المتهافتين جرائم الجماعة الإرهابية على طول مصر وعرضها ضد الأبرياء من أبناء هذا الوطن من المواطنين العاديين، وضد جنود وضباط الشرطة والجيش، وتهديدهم ووعيدهم بحرق مصر بعد عزل مرسى. فهل نسى هؤلاء مشهد كنائس المنيا الأثرية وهى تحترق بمولوتوف الجماعة الإرهابية، ونهب محتوياتها، ونسوا مشاهد القتل والسحل فى قرى المحافظة، وحرق أقسام الشرطة. هل نسوا مشهد ضباط كرداسة، وهل اهتزت مشاعرهم الرقيقة وأحاسيسهم المرهفة أمام المشهد الإجرامى واللاإنسانى لعناصر الجماعة وأعوانها، وهم فرحون بسحل وتعذيب وقتل ضباط القسم، وهل تباكوا على ضباط مديرية أمن المنصورة، وضباط جامعة القاهرة، و6 أكتوبر، وأمناء الشرطة، والجنود الذين يتساقطون برصاص الإرهاب كل يوم، أم تناسوا صورة مذبحة الجنود فى سيناء أثناء خدمتهم وأثناء عودتهم من إجازاتهم الشهرية، والذين قتلهم الإرهاب بدم بارد، دون أن يلتفت دعاة حقوق الإنسان والحريات إلى تلك المجازر البشرية، وفى الوقت الذى خرج فيه الناس فى كل مكان يطالبون بإعدام الإخوان.
لا نرى هؤلاء، ولا نرى صورهم وتقيؤاتهم، وفلسفتهم الفارغة، إلا فى كل حدث يخدّم على أجنداتهم الخارجية، أوجع ضميرهم صور «النائحات، والندابات» أمام المحكمة، ولم يهتز لهم جفن أمام بكاء وحزن أمهات وزوجات وأطفال الضباط والجنود. المهم لديهم أى حدث يتصيدون به الأخطاء ضد الدولة، والإدارة الانتقالية الحالية، وإظهار نواياهم الخبيثة.
أن يموت عشرات ومئات الأبرياء على أيدى الإخوان الإرهابيين لا يدخل فى حسبة أصحاب القلوب الرقيقة، ويغضون الطرف عنه، ويتمنون أن يذهب تأثيره فى الشارع سريعا، أما أن يصدر حكم قضائى، وينفذ لتحقيق العدالة وبسط سلطة القانون، فهذا هو ما يؤلمهم ويؤرق ضمائرهم المستيقظة دائما ضد الدولة..!