فى ظل الفوضى التى تعم جمهورية مصر العربية منذ 28 يناير 2011، فإنه لم يعد غريبًا أن ترى مظاهرات وتجمعات لأمناء الشرطة، ليس للدفاع عن حق لهم، بل عن باطل خرج من أحدهم، ولأن وزارة الداخلية أصبحت من أضعف الوزارات، فإن كل من هب ودب يقوم بالاعتداء عليها تحت زعم أن لديه مطالب، فهؤلاء مجموعة من الضباط والأمناء ممن أطلقوا لحاهم، ويطالبون وزارة الداخلية بالعودة لأعمالهم وهم مطلقو اللحى، وهو ما يعنى مخالفتهم لكل القرارات واللوائح والنظام الخاص بوزارة الداخلية، ووصل الأمر إلى حصار هذه المجموعات لمبنى وزارة الداخلية لأكثر من عدة أسابيع، ولولا ما حدث فى 30 يونيو 2013 لقام هؤلاء الضباط والأمناء باحتلال الوزارة، ولأننا مازلنا نعيش فى عالم الفوضى، فإن مصر مبتلاة بأبنائها الذين يهدمون أكثر من تفكيرهم فى التعمير، وهذا ما حدث مؤخرًا مع مجموعة من البلطجية من أبناء وزارة الداخلية، وهم أمناء شرطة العاملون بمطار القاهرة، والذين يشعلون النار فى المطار هذه الأيام بسبب قيام أحدهم بالتحرش براكبة أجنبية، وهو ما جعل إدارة المطار تطالب باستبعاده وتقديمه للتحقيق.
لكن تطبيق القانون لم يعجب أحدًا من الفاسدين من بلطجية أمناء الشرطة، خاصة أن النيابة بدأت التحقيق مع أمين الشرطة المتهم بالتحرش، وقررت حبسه، وهو ما أشعل بلطجة أمناء الشرطة فى المطار، فبدأوا فى تنظيم اعتصام، تضامنًا مع أحد زملائهم المتهم بالتحرش براكبة أجنبية، والمطالبة بالإفراج عنه، ووصل الأمر إلى قيام بعضهم بالتوجه إلى مبنى وزارة الداخلية، والتحريض على اقتحامها، ليعيدوا لنا مشهد ما قبل أحداث 30 يونيو عندما وصلت الفوضى كل أنحاء البلاد، خاصة جهاز وزارة الداخلية، ومع استمرار الفوضى فإننى أقترح عدة نقاط لوقف هذه البلطجة، سواء من أمناء الشرطة أو الضباط.. أول هذه النقاط هو استخدام القانون ضد كل من يخرج على قرارات وزارة الداخلية، أما النقطة الثانية فهى استخدام الفصل مع كل من يتجاوز تجاه استقرار البلد، خاصة ممن ينتمون لجهاز الشرطة، فلا يعقل أن يحاول بلطجة أمناء الشرطة السيطرة على مطار القاهرة وهو مرفق حيوى، والنقطة الثالثة هى وقف هذا التوحش من قبل الأمناء أو الضباط الذين اعتقدوا أنهم دولة داخل الدولة فى ظل انهيار المنظومة الأمنية، وهناك من الحلول ما يمكن لوزارة الداخلية تنفيذه لوقف هذه البلطجة التى تهدد الأمن القومى المصرى من جانب دولة أمناء الشرطة.. اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة