بداية، هل تقبل بطريقة «الملاسنات» و«التليمحات» و«الإسقاطات» و«الاتهامات» فى الدعاية الانتخابية بين المرشحين للرئاسة؟ ومحاولة كل مرشح التقليل من قدرة الآخر على حكم مصر، والانتقاص من مواصفاته الشخصية وتاريخه المهنى، و«النضالى» لكسب نقاط انتخابية لدى جمهور الناخبين؟
هل أنت مع هذا المعيار للحكم على المرشح الرئاسى، وتحديد موقفك لاختياره، ومنح ثقتك له فى أن يكون جديرًا بتولى رئاسة مصر فى الفترة المقبلة؟.. كثيرون لا يفضلون من المرشح خلال عرضه لبرنامجه أو فى حواراته ومؤتمراته أن يتناول منافسه، أو ينال منه، ويستعرض مثالبه وعيوبه، بما يظن أن فعل ذلك يصب فى صالحه، ويكسبه مزيدًا من الشعبية فى الشارع الانتخابى. ربما قد يعجب أنصار المرشح ويغيظ به مؤيدى المرشح الآخر، وتصبح «الملاسنة» وتبادل الاتهامات سيدَى الموقف دون الدخول فى عرض البرامج الحقيقية والواقعية والعملية لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية فى مصر.
عمومًا، بعيدًا عن «الملاسنات» و«التلقيحات» التى قد تبررها سخونة المعركة الانتخابية، وعرف المنافسات الرئاسية، نحن أمام مرشحين فقط فى السباق الرئاسى تحدثا أمام الجمهور، وأسهبا فى عرض البرامج، ولا تتبقى سوى لحظة الاختيار.
من استمع وشاهد المرشح عبدالفتاح السيسى ومنافسه حمدين صباحى لا يجد فارقًا كبيرًا فى رؤية الرجلين لإدارة المرحلة المقبلة اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا فى حال فوزه بمنصب الرئاسة، فالاثنان- كما يبدو- تجمع بينهما قواسم مشتركة فى الأفكار الاقتصادية الخاصة بمحاربة الفقر أو «العوز» والبطالة والتشغيل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ودور الدولة فى الإنتاج خلال المرحلة المقبلة التى ينظر إليها المرشحان على أنها «مرحلة استثنائية» تحتاج إلى العمل، وإنكار الذات للخروج سريعًا من النفق المظلم، والإنجاز السريع، مع فوارق بسيطة فى طريقة تنفيذ البرنامج بين العناوين العريضة والتفاصيل المحددة، وفى جانب الصحة والتعليم أيضًا، وفى السياسة الخارجية ودوائر مصر الثلاث، وثوابت سياستها الخارجية، كما قال المرشح عبدالفتاح السيسى، وهى كلها رؤى ومنطلقات ناصرية بحتة، تراعى التطور العلمى والسياق التاريخى الذى نعيشه الآن.. هناك تشابه فى الرؤية الوطنية المخلصة لكلا المرشحين لتحقيق النهضة والعدالة الاجتماعية.
الفارق يبقى فيمن يمتلك القدرة والمقدرة والإصرار والعزيمة على العمل والإنجاز، وتحقيق بعض الحلم.