هذه أول زيارة للبابا تواضروس للإمارات، وأول زيارة لدولة خليجية، وهذه أيضًا أول زيارة لبابا مصرى لمنطقة الخليج.. من هنا تأتى أهمية هذه الزيارة التاريخية للإمارات العربية الشقيقة، والحفاوة وحسن الاستقبال الذى أحاط بالبابا والوفد المرافق له. الإمارات خصصت طائرة رئاسية خاصة من مطار القاهرة إلى مطار أبوظبى برفقة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة فى دولة الإمارات والشقيق الأصغر للشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة. ولقاءات البابا لكبار المسؤولين هناك، والتى ربما تتضمن لقاء رئيس الدولة، تعنى الكثير فى المعنى السياسى للزيارة.
الإمارات هى الدولة الخليجية الوحيدة التى تضم ثلاث كنائس فى أبوظبى ودبى والشارقة، تابعة للكنيسة المصرية، فى رسالة واضحة على سياسة التسامح الدينى فى أروع صورة له، والتى شكلت مبدأ ونهجًا ثابتًا منذ تأسيس الدولة التى يزورها، ويعمل بها أكثر من 5 ملايين شخص من جميع الجنسيات العربية والأجنبية، دون تمييز دينى أو عرقى، فالكل سواء أمام القانون، ولذلك فالإمارات- رغم صغر مساحتها- أصبحت دولة جاذبة للسياحة والاستثمارات الأجنبية، واقتصادها ثانى أكبر اقتصاد فى المنطقة، ولذلك جاءت الدعوة للبابا تواضروس لأول زيارة للخليج والإمارات لتعكس هذه السياسة، وتؤكد فى جانب آخر عمق العلاقات بين مصر بمؤسساتها المدنية وأزهرها وكنيستها، وبين دولة الإمارات، واستمرار الموقف الإماراتى الداعم والمؤيد والمساند لمصر وثورة شعبها فى 30 يونيو.
المعنى السياسى المهم أيضًا فى زيارة البابا تواضروس للإمارات هو الدور الوطنى الذى تلعبه الكنيسة المصرية كواحدة من دعائم الدولة المصرية مع الأزهر الشريف لخدمة القضايا الوطنية، خاصة فى هذه الظروف السياسية الحرجة التى تمر بها مصر، فالكنيسة المصرية لها دور تاريخى فى قوة مصر الناعمة فى محيطيها العربى والأفريقى، وأظن أن الترحاب والاستقبال الذى يلقاه البابا تواضروس فى الإمارات دليل واضح على مكانة مصر لدى شعبها العربى هناك، وفى باقى الدول العربية والأفريقية، وهو الدور الذى نأمل أن يستمر فى المرحلة الحالية والمقبلة فى دول عربية وأفريقية وأوروبية أيضًا، فالكنيسة المصرية لها تأثيرها ومكانتها وتقديرها فى العالم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة