محمد الدسوقى رشدى

حمدين والسيسى ونهاية زمن الليمون

الأحد، 11 مايو 2014 10:08 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حمدين ليس محمد مرسى، والسيسى كذلك، لا أحد فيهما سيقوده «عصر الليمون» إلى السلطة، ولا أحد فيهما مثل مرسى «استبن»، كل مؤهلاته فى الحياة أنه ينتمى لجماعة كانت كبيرة، وكانت تحظى بتعاطف الناس، ولا أحد فيهما بلا شخصية لكى يملك أحدهم فى مكتب الإرشاد أو غيره ريموت كنتروله.
حمدين «منقوع» فى بحر السياسة والنضال ضد السلطة الفاسدة منذ عشرات السنين، قد تختلف على إنجازاته على طريقة إداراته لبعض مراحل حياته الإدارية، لكنك لا تختلف أبدًا على وعيه السياسى، وقدرته على حكم وطن.
السيسى ابن مؤسسة يعتز بها كل مصرى، تبدو قدرته على الإنجاز متجلية فيما حققه من تطوير داخل القوات المسلحة خلال عام كامل، وتبدو قدرته على تحمل المسؤولية وتفهمه لأنه يعمل لصالح مصر، لا لصالح أشخاص، واضحة فى استجابته لجموع الشعب التى خرجت تطلب برحيل مرسى فى 30 يونيو، لكنك تظل قلقًا على المسار الديمقراطى لوطن ثار فى 25 يناير طمعًا فى بناء دولة مدنية ديمقراطية بعيدًا عن الطابع العسكرى الذى صبغ حكمها منذ الخمسينيات وحتى الآن.
وبالتوازى مع توصيف حالة حمدين والسيسى، لابد من لفت نظر الجميع إلى أن تأييد حمدين ليس جريمة خيانة أو عمالة، كما يتطرف أنصار السيسى ويتهمون كل ناخب أعلن منح صوته لحمدين، كما أن دعم السيسى ليس خيانة لثورة، أو عبادة لبيادة، وإن كان القلق سيظل كامنًا فى الصدور حتى ينفذ السيسى وعده بأنه لن يكون بوابة يعود منها نظام مبارك بوجوهه أو سياساته القديمة.
وفى نفس المسار الذى لا هدف له سوى إعلاء مصلحة الوطن فوق مصالح أنصار حمدين أو السيسى، وجبت الإشارة إلى أن المناظرة السياسية بين المرشحين للمناصب السياسية المختلفة حق ديمقراطى أصيل، يجوز للمرشح أن يطلبه، ويصر عليه دون أن يتهمه أحدهم بالخيانة، ويجوز للمرشح الآخر أن يرفضه مادام لم ينص عليه قانون، أو لم يتحول إلى عرف أصيل، دون أن يتهمه أحد بالضعف، مع الوضع فى الاعتبار جواز اتهامه بخشية فقدان أصوات انتخابية بسبب عدم ثقته فى أدائه خلال المناظرة.
ليس مطروحًا أبدًا أن يخرج أنصار مرشح لتشويه سمعة فكرة المناظرة، وتصويرها كأنها رجس من عمل الشيطان، جالب للفتن والبدع الأوروبية، لأن خوف مرشحهم من خوض مناظرة سياسية لا يستدعى أبدًا أن نعلن ضم المناظرة إلى قوائم أفعال الشيطان لمجرد أننا لا نريد الاعتراف بأنه يخشى خوض غمارها.. لا يجوز لفئة معينة أن تشوه فعلًا ديمقراطيًا لمجرد أنها ترى مرشحها بعين استثنائية تمهد له طريق حكم الفرد على الطريقة المصرية القديمة، ولا يصح أن يشوه أحدهم المناظرة، ويعتبر الشعب المصرى غير مستعد لهذا النوع من الممارسات الديمقراطية، كما فعل أحمد نظيف من قبل لمجرد أنه يعلم أن المناظرات تتطلب الابتعاد عن التعميم، ومرشحه لا يجيد كسب عواطف الناس سوى بالعبارات العامة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة