جلست والخوف بعينها تتأمل فنجانه المقلوب، قالت يا بنيتى لا تحزنى فالغُلب عليكم هو المكتوب والحيرة واللخبطة وأحياناً الأمل المقطوع. تلك بعض من كلمات قارئة الفنجان وكف مصر التى جلست أمامها أستقرأ بعضاً من ملامح الغد الذى لم يأت بعد، فرغم أن كلمة الاستقرار وخارطة الطريق والتغيير والأمل هى مفردات تتكرر فى لغة الإعلام وكثير من الناس فإننى أزعم أن أكثر المتفائلين بينهم لديه ميل لكى يصدق كلمات قارئة الكف حتى لو ادعى غير ذلك. الوطن مريض ودخل بعد مرضه الطويل فى تداعيات زادت من هول مرضه وكلما جمع قليلا من شمله عادت جميع أعضائه تدخل فى لخبطة أكبر، فكلما ذهب رئيس فرح البعض وتصور أن الغُمة انزاحت وأن القادم أفضل فإذا بالقادم يجعل بعض البعض يترحم على الزمن الأسبق.. وهكذا، وكأننا مكتوب علينا التيه. السيسى أم حمدين وأيهما أقرب لناصر، وطرف آخر ما زال يحلم بعودة مرسى والبعض يحتفل بميلاد مبارك، ويردد له جملة إحنا آسفين يا ريس، أى شعب هذا الذى يحلم دائماً بالماضى ويتباكى عليه وحين كان يعيش فيه كان يئن ويطلب الخلاص؟!
وحين سألت قارئة الكف والفنجان عن هذه الصفة فى ذاك الشعب قالت يا ابنتى، إن المستقبل غائم فى عين الناس، ولذا فالعودة للماضى هى الأمل عند بعضهم لأنهم يعرفونه على الأقل والناس تخاف من المجهول ولا شىء فى كف وطنكم يقول، إن هناك من معلوم أو على الأقل مأمول. وأضافت قارئة الفنجان، يا بنيتى هل تذكرين الفيلم السينمائى الذى صنعه بعض منكم بعنوان شىء من الخوف وقامت ببطولته الغائبة الحاضرة شادية؟ أنتم شعب مكتوب على جبينكم أن تعيشوا دائما فى انتظار فؤادة، وفؤادة عزيزة لا تأتى وبالتالى أنتم فى انتظار ما لا يأتى.
أتعبتنى قارئة الفنجان التى ذهبت إليها علّنى أجد لديها كلمة أمل أو فرصة كى أخدع نفسى، ولكنها ما قالت غير ما كنت أشعر به، ولكنى عدت لأردد القول المأثور الصحيح كذب المنجمون ولو صدقوا أو لو صدفوا. دعنا نأمل أن فى الغد فرصة أفضل وأن فى الغد نورا أكثر وأن فى الغد حلما سيتحقق بأن تأتى فؤادة أو لا تأتى ونصبح جميعاً فؤادة يفتح كل منا الهاويس لتروى الماء الأرض العطشى.