للإمارات فى وجدان المصريين محبة خاصة، فهذا البلد المضياف يملك حصافة رهيفة يجعله يدرك قيمة مصر ودورها الحاسم فى ضبط إيقاع العمل العربى وحماية الأمن القومى لهذه المنطقة الممتدة من الماء إلى الماء أو من الخليج إلى المحيط!
لذا تمثل زيارة البابا تواضروس لدولة الإمارات نقطة محورية فى تعزيز العلاقة بين البلدين، فالكنيسة المصرية مشهود لها بالوطنية، وكلنا يذكر صيحة البابا شنودة – طيب الله ثراه – التى قال فيها إن المسيحيين المصريين لن يدخلوا القدس إلا بصحبة أشقائهم المسلمين.
أما الإمارات فتعد نموذجًا ناصعًا لدولة التسامح، ولك أن تعلم أن هناك نحو 200 جنسية يعيشون تحت الظلال الخضراء لهذه الدولة الفتية، جاءوا من كل فج عميق يجتهدون ويعملون بعد أن لفظتهم بلدانهم لسبب أو لآخر.
حسب علمى فإن هناك ثلاث كنائس فى الإمارات موزعة على أبو ظبى ودبى والشارقة، وأنها جميعًا تتبع الكنيسة المصرية الأم، وأن هناك عددًا كبيرًا من أشقائنا المسيحيين يعملون فى الإمارات، لذا فهذه الكنائس تقدم لهم الوجبة الروحية التى يشتاقون إليها، وهكذا يمكن احتساب زيارة البابا لتعزيز المشاعر الروحية للمصريين هناك.
لكن هناك نقطة بالغة الأهمية فى هذه الزيارة الفريدة، وبالمناسبة هى فريدة لأن هذه هى المرة الأولى التى يقوم فيها رأس الكنيسة المصرية بزيارة لدولة خليجية، أما الأمر المهم فيتمثل فى الدور الجوهرى الذى لعبته الإمارت فى دعم وتأييد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو 2013 ضد مرسى وجماعته الذين أهانوا مصر الدولة والوطن كما لم يحدث من قبل.
أجل.. وقفت الإمارات رئيسًا وحكومة وشعبًا مع المصريين، ودعمت نضالهم ضد عصابات التخلف ومكتب الإرشاد، وقد رأيت ذلك بأم عينيّ، فكم تلقيت التهانى من أصدقاء إماراتيين يوم 3 يوليو وأنا فى دبى، حيث أكدوا لى ثقتهم التامة فى ذكاء المصريين وقدرتهم على طرد مرسى من عرين الرئاسة، ومن عجب أن الجميع اتفق على أنها «غمة وانزاحت».
إن الحفاوة التى يتلقاها البابا فى الإمارات تشير إلى عمق العلاقة بين البلدين، وهى علاقة متينة أصيلة دائمة بإذن الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
sameh azouz
ليست أول زيارة
البا با شنودة زار الامارات قبل ذللك