فزع فى إسرائيل وقلق لدى قطر وتركيا وعدد من أصحاب الأقلام الصحفية غير الشريفة، والسبب هو الجيش المصرى، الذى حافظ على تماسكه، ووحدته، وقوته، وأصبح من بين أقوى 13 جيشا فى العالم، رغم طوق النار الملتهب من حوله، بعد ما أسماه الغرب بـ«ثورات الربيع العربى»، فى السنوات الثلاث الأخيرة، والتى دمرت جيوشا عربية مثل سوريا وليبيا، وقبلهما الجيش العراقى، فى نظرية الفوضى الخلاقة التى أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية فى حربها ضد الإرهاب.
لم يعد باقيا فى المنطقة سوى الجيش المصرى الذى حاول أعداء الخارج والداخل زعزعة استقراره وتدميره مثلما نجحوا فى العراق وسوريا وليبيا.
من هنا يمكن تفسير سر الفزع الإسرائيلى من قدرة الجيش المصرى على الاستمرار فى تطوير عدته وعتاده، وتسليح نفسه بأحدث الأسلحة فى العالم، فالدراسة التى نشرها معهد الأمن القومى الإسرائيلى مؤخرا عن اتجاه مصر لتسليح جيشها الوطنى بطائرات الميج 35 الروسية، وبأنظمة الدفاع الجوى والبحرى الحديثة، يعكس مدى الخوف والرعب لدى تل أبيب من قلب الموازين العسكرية فى المنطقة، بعد حصول مصر على هذه الأسلحة من روسيا، ومن ثم دعوة واشنطن لممارسة أقصى أنواع الضغط، لمنع تنفيذ صفقة الأسلحة الروسية، وكأن التاريخ يعيد نفسه مع مصر، بعد صفقة الأسلحة التشيكية الشهيرة فى أزمة السويس والسد العالى.
المعركة إذن ليست معركة الديمقراطية التى يتباكى عليها الأعداء والحلفاء، أو الانقلاب على نظام الإخوان الفاشى، أو انتخاب السيسى من عدمه، وإنما الهدف هو تدمير هذا الجيش الذى يقف عقبة كئودا فى طريق تنفيذ مخطط التقسيم والتجزئة فى المنطقة والهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، وبالتالى تدمير مصر وتمزيقها، والكل بدأ يكشف عن نوايا سرا وعلانية، فالكاتب البريطانى الشهير روبرت فيسك المراسل الخاص للشرق الأوسط لصحيفة الإندبندنت البريطانية يبدو أنه تخلى عن معارضته للسياسة البريطانية والأميركية فى المنطقة والتى أسماها الأنجلوساكسونية فى كتابه «الحرب من أجل الحضارة: السيطرة على الشرق الأوسط»، ودخل فى زمرة التحالف ضد الجيش المصرى، فكتب أمس الأول عما أسماه «الديكتاتوريين والانتخابات»، ولم تكن قضيته المشير السيسى وترشحه، أو بشار الأسد، وإنما كان تركيزه فى جزء من المقال على الجيش المصرى وتسليحه وميزانيته، وكيف لا يمكن مراقبتها، ولما تم تحصين منصب وزير الدفاع المصرى فى الدستور.