فى سوق المنافسات الانتخابية يستمع المواطن إلى طوفان من المصطلحات السياسية المعقدة، التى يطرحها المفكرون والمنظرون بلا توقف أو تأمل، وللأسف كعادتنا فى تشويه كل شىء، دأب بعض المفكرين «الفضائيين» الذين لا نعرف لهم إسهاما فكريا أو ثقافيا يذكر، على لى أذرع المصطلحات السياسية لصالح توجههم السياسى، ولعل مصطلح «رجل الدولة» الذى يتداوله الكثيرون من مفكرى الفضائيات، هو من أكثر هذه المصطلحات التى ابتذلها مفكرو المصالح السريعة، ولذلك كثيرا ما تسمع مفكرى الطبل الأجوف، وهم يقولون إن حمدين صباحى رجل وطنى لكنه ليس رجل دولة، متعمدين بذلك الادعاء «المزوق»، نصب فخ للمشاهد أو المستمع، الذى يتخيل أن رجال الدولة هم الذين عملوا بالدولة فحسب، ولذلك يصدقهم البعض ويردد كلامهم دون تأمل.
هنا يجب أن نؤكد على أن مصطلح «رجل الدولة»، هو مصطلح «حديث» نسبيا، كما أنه معناه يختلف من وقت لآخر، لكن هناك شبه إجماع على أن رجل الدولة، هو ذلك الرجل الذى يعلى من المصالح العليا للدولة، محترما مؤسساتها، مراعيا لقيمها وتاريخها، وغالبا ما يلتصق هذا الوصف بمن اتخذ قرارات مصيرية فى أثناء الأزمات الكبرى، وثبت للجميع أنه كان على حق وقت اتخاذ هذا القرار، وأنه حافظ على «الدولة» ككيان متكامل بهذه القرارات المصيرية.
وإذا ما حاولنا أن نطبق هذا المصطلح على المرشحين المصريين لانتخابات الرئاسة «عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى»، فسنجد أنه ينطبق على الاثنين تماما، فقد اتخذ المشير السيسى قرارات مهمة حافظ بها على كيان الدولة فى 30 يونيو، وكذلك فعل حمدين صباحى قبل وأثناء وبعد 30 يونيو، فلم يكن وقوف حمدين صباحى أمام ميليشات الإخوان منذ «جمعة الحساب» بعد المائة يوم الأولى لمرسى، إلا من أجل إعلاء «الدولة المصرية» ولم يكن الوقوف ضد الإعلان الدستورى الباطل لمرسى إلا من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة من تغول الجماعة عليها، ولم تكن الدعوة لإنشاء جبهة الإنقاذ، وتزعم التيار الشعبى المصرى إلا للحفاظ على مقومات الدولة، ولم تكن كذلك الدعوة لتظاهرات 30 يونيو سوى من أجل الحفاظ على الدولة، ولم يكن تحرك حمدين صباحى على الصعيد الدولى من أجل إزالة الالتباس عند المجتمع الدولى حول 30 يونيو، إلا من أجل الحفاظ على الدولة، ولذلك أسهم فى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع بعض دول أمريكا اللاتينية التى قطعت علاقاتها مع مصر، وقابل أكثر من 13 سفيرا من أجل إيقاف حالة العزلة التى كانت ستلحق بمصر، هذا بالطبع إضافة إلى إعلان تأييده لجميع القرارات التى اتخذتها الدولة، إنقاذا لسيادتها، وهو ما منح الدولة استقرارا ورسوخا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة