بدأت أمس الكتابة عن كتاب «السلفيون والسياسة» لعالم الاجتماع الكبير الدكتور حافظ دياب، وأشرت إلى ما جاء فى الكتاب من مفاهيم نظرية، وأطر حركية للحالة السلفية، ويستعرض المؤلف نماذج تطبيقية عليها فى مصر والسعودية والمغرب، وأستكمل..
عن الحالة المصرية، يقول الدكتور حافظ دياب إن التنظيمات السلفية ظهرت لها قاعدة اقتصادية مستقلة، وتعددت المنابع والتعبيرات المرتبطة بهذا الاتجاه، ومع تنامى استراتيجيات الصراع الحضارى، وطموحات الوفرة النفطية، أفرز صخب الثمانينيات تشويهات فكرية، غذاها الاحتقان السياسى والنشاز المعرفى، والتفتيش عن وجوه الاختلاف والمفاصلة، والفتاوى المضادة حول الختان، وفوائد البنوك وشركات توظيف الأموال، وجواز إفطار لاعبى كرة القدم، ومصافحة الأقباط، ونقل الأعضاء، والاستنساخ، وكلها عملت على ترجمة مناخ أزمة وضعت الحياة المصرية على محك المساءلة والتأويل.
وفى الإشارة إلى وجود دلائل واضحة لتصاعد السلفية الراهن فى مصر، يتحدث المؤلف أنه على مستوى أسلمة المجال العام، تنامى استخدام الرموز الدينية فى لغة الخطاب اليومى، إطلاق المسميات الدينية على الوحدات السكنية، اللاهوت التليفزيونى، الملصقات والجداريات، والوعظ فى وسائل النقل، وتصاعد دعاوى الحسبة لمطاردة المبدعين، أو على المستوى الشخصى المتمثل فى تعاظم الهوس بإطلاق اللحى، وارتداء الجلاليب البيضاء القصيرة، وتزايد أعداد المرتديات للنقاب، وكثرة المطبوعات والكتب الإسلامية المرتبطة بها.
يشير الكاتب إلى البنية التحتية التى بحوزة السلفيين فى مصر، مشيرا إلى أن عددهم ما بين مليون ومليون ونصف المليون، ينتمى أغلبهم إلى شرائح الفقراء، وإلى مستويات مهنية وتعليمية مختلفة، وينتشرون على رقعة جغرافية واسعة، حيث توجد أكثر المناطق التى ينتشرون بها فى الإسكندرية والبحيرة ومطروح ودمياط والدقهلية وقنا وسيناء، ويمارسون تسويقًا وترويجًا لفكرهم يصل إلى حد التحشيد والتعبئة، يساعدهم على ذلك امتلاكهم لقرابة 9 آلاف مسجد، و6 آلاف زاوية من إجمالى 130 ألف مسجد وزاوية، علاوة على حوالى 13 ألف جمعية خيرية، و36 قناة فضائية، وكلها تتلقى أموالاً طائلة من بعض دول الخليج، وعلى رأسها السعودية.
تستند هذه المعلومات إلى مرحلة ما قبل ثورة 30 يونيو، أما الآن فنحن أمام واقع لم تعد فيه تلك القنوات الفضائية التى كان يملكها السلفيون، هذا بالإضافة إلى أن الجمعيات الخيرية التى كانت لهم تم وضع بعضها تحت تصرف الحكومة، كما أن وزارة الأوقاف أخضعت المساجد إليها، فلم تعد تسمح بالخطابة من خارج الوزارة على منابر هذه المساجد، وإذا كان ذلك قد ساعد من قبل على التوسع السلفى، فالمؤكد أن الحرمان منه يؤثر بالسلب الآن عليهم.
يتحدث الكاتب عن أن النزعة السلفية لاقت انتشارًا ملحوظًا خارج القاهرة، حيث المؤثرات الوافدة ضعيفة أو معدومة، مع نمط للحياة الاجتماعية والإنتاجية بسيط، لا يتطلب حلولا تركيبية وإضافات جديدة، ولهذا يسود هذا النمط الفكرى أحادى الطبيعة، والقاطع الحاسم، والملتزم بمعيار ثابت وقيم متجانسة وموحدة على عكس الفكر التوفيقى الذى ينشأ فى العواصم والأمصار ومناطق العمران والمراكز التجارية، ونقاط التبادل الحضارى والتفاعل الثقافى.. وغدًا نستكمل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
على حزب النور الابتعاد تماما عن الحياه السياسيه حتى لا يعامل مثل الاخوان والعشيره
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطنه من مصر
السرد غير كامل و كثير من المعلومات مغلوطه
نرجو عدم النقل للنقل - البحوث لا تسرد و لا تستخلص
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
معلومات خاطئة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو آلاء
سطحي
كلام سطحي جداً، يفتقر إلى الدقة والإحاطة.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبد الرحمن
الى رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
سيساوى حتى النخاع
الاسلام على هوى الغرب مرفوض بلا اخوان بلا سلفيه الاسلام على الطريقه المحمديه
عدد الردود 0
بواسطة:
رسائل البحر
محب النور تعليق - 11 - و مصريه ..
♥ . ما أروعكما .♥