أكرم القصاص

الثورة بدون معلم

الخميس، 15 مايو 2014 06:24 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هو ممن شاركوا فى ثورة يناير منذ اللحظة الأولى، وحتى تنظيف الميدان بعد تنحى مبارك. كان ومازال مؤمنا بها وبأهدافها، كما أنه شارك فى كل الاستفتاءات والانتخابات التى تمت منذ مارس، وصوت بـ«لا» على الإعلان الدستورى الأول، لكنه صوت فى البرلمان لمن توسم فيهم أنهم مرشحو الثورة، وكان ممن يعتبرون الإخوان فصيلا وطنيا ويراهن على أنهم لن ينفردوا بالسلطة، وفى انتخابات الرئاسة الماضية كان متحمسا لأبوالفتوح فى الجولة الأولى، ولديه الكثير من التحفظات على باقى المرشحين، وفى الجولة الثانية صوت لمرسى وكان ممن عصروا الليمون، ثم إنه خرج ضد مرسى فى كل المرات، منذ الإعلان الدستورى، وانضم إلى 30 يونيو.

اعترف بأنه خدع فى جماعة الإخوان، واكتشف أنهم بالفعل تنظيم سرى، وخرج فى 30 يونيو، وفى 3 يوليو وفى 26 يوليو. وما زال يؤمن بثورة يناير، وموجة 30 يونيو. واعترف أيضا بأن عبدالمنعم أبوالفتوح الذى كان مرشحه المفضل فى الجولة الأولى لم يكن على مستوى الحدث، وأنه متناقض ولم يكن حاسما فى مواقفه، فهو خرج فى 30 يونيو، ورفض نتائجها عندما شعر أنه مستبعد ويختار نصف الثورة، ويترك نصفها.

صديقنا كان متسقا مع نفسه دائما لايخجل من الاعتراف بأخطائه فى التقديرات، وأن السنوات الثلاث الماضية كشفت له عن أن كثيرين ممن نسبوا أنفسهم للثورة، وظهرت انتهازيتهم، ليسوا برهانا على أنها مؤامرة، ويؤكد أنه مستعد مقابل كل انتهازى ونصاب، أن يقدم مئات من المواطنين الأبرياء، ممن يحملون أحلام التغيير ولم يتربحوا أو يندمجوا فى سياقات التكسب والتربح.

صديقنا رفض انتخاب حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية الماضية، لكنه اليوم قرر انتخاب حمدين، ويرفض أى إساءة للسيسى أو 30 يونيو، ويرى أن ماجرى فى 30 يونيو معجزة، لهذا يستاء من حملات التشويه. ويرى أن جزءا من الاتهامات والشائعات ضد المرشحين هدفه التشكيك فى العملية كلها، والرابح هم من يربحون من الفوضى.

هذا الرجل يقول إنه تعلم خلال السنوات الثلاث أكثر مما تعلمه طوال حياته فى السياسة، يقول إنه ندم على اختياره لمرشحين اكتشف كذبهم وانتهازيتهم، ويقول إنه يعذر كل من يتورط فى اختيار خاطىء «لأننا فى النهاية بشر». ويؤكد أنه مصر على أن يمارس حقه، ولا يؤمن بالمقاطعة، كما لا يؤمن بأن الأمور محسومة. لأننا لو كنا قعدنا فى يناير ما تغير شىء. ويراهن أن التغيير يحدث.. ولهذا لم أره يوما فاقدا للأمل. لأنه يقول إن الثورة تتم «بدون معلم».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة