عشرة لقاءات أجراها أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية، مع خريجى الجامعات الكبرى فى العالم، فى إطار مبادرة تجديد النخبة التى تبنتها مؤسسة الرئاسة، بهدف دعم المشروع الحضارى الوطنى بأفضل العناصر على مستوى العالم.. طموح المسلمانى رائع لا شك، لكن فكرة تجديد النخبة فكرة ملتبسة، لأننا لسنا أمام مبنى أو كوبرى، أو فى مرحلة بحث عن قطع غيار، نحن فى حاجة أولا لإطلاق حرية البحث العلمى والإبداع، وإشاعة المناخ الإبداعى، وحرية تداول المعلومات.. خريجو الجامعات العالمية يجب الاستفادة منهم فى حدود الممكن، وأن يكونوا تروسًا فى منظومة قائمة بالفعل، وبذلت أجيال كثيرة أعمارها للحفاظ عليها.. يوجد علماء ومفكرون وقانونيون فى مصر، حوصروا بما فيه الكفاية، المستقلون منهم من الذين أخلصوا فى تخصصاتهم، ولم ينجرفوا فى تيار السلطة، هم العمود الفقرى الذى أسهم فى عدم انهيار الدولة المصرية، وعلينا أن نحسن المناخ الذى يعملون فيه، وأن نجعلهم بعيدين عن السلطة.
فكرة تأسيس فريق استراتيجى من النخبة الأرفع تعليمًا كما حدث فى الهند وماليزيا وكوريا الجنوبية وتايوان- كما قالوا- هى فكرة براقة وفضفاضة، تشبه إلى حد كبير فكرة المسلمانى عن المؤرخين الجدد التى أطلقها قبل الثورة ولم تصمد طويلا.. التخطيط علم تمتلكه البشرية، أنت فى حاجة إلى إرادة سياسية أولا تعلن بوضوح طموحها لمصر المقبلة التى تحتاج نخبتها المقيمة والوافدة، فى ظل دولة مدنية ديمقراطية تؤمن بالعلم والتعددية، وتعتبر التعليم والصحة من أهم أولوياتها، لأن «المشروع الحضارى الوطنى» الذى يطمحون إليه لن يتحقق من خلال مبادرات فردية.