بالأمس وأمس الأول، قام طلاب الإخوان وطالبات «الحرائر» بالأزهر بحرق الأشجار داخل الجامعة وفى محيطها، وظهر الثلاثاء الماضى قاموا بقطع الطرق وتحول شارع مصطفى النحاس إلى «مصيدة» لكل من يعبر، وبالمصادفة كنت أمر من هناك ورأيت المشهد كاملاً، بل كنت ضحية لهذه المهزلة أو هذه الجريمة التى يمارسها طلاب وطالبات الجماعة الإرهابية عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد، وللأسف هؤلاء لا ضمير لهم ولا أخلاق ولا دين.. وعبثًا تحاول مناقشتهم أو إقناعهم أن ما يفعلونه ينهى عنه الإسلام وكل الأديان والعقائد، وأن ما يفعلونه هو الإفساد فى الأرض وترويع المواطنين، وقد رأينا مشاهد يندى لها الجبين مثل سحل عميدة كلية الدراسات وحرق سيارة رئيس جامعة الأزهر وغيرها، وللأسف هم يتصورون أنهم «يجاهدون»- على الأقل رهط منهم- إذا افترضنا أن الأغلبية يحكمها منطق القطيع والاستهواء النفسى وليس الاعتقاد أو الفكر التكفيرى الإقصائى الذى يرانا جميعا «كفرة» باعتبارنا ضد مرسى وعشيرته ويرانا انقلابيين، وهذه الكلمة دخلت فى «قاموس السياسة المصرية» وأيضا فقه المظلومية الإخوانية بعد 30 يونيو.
ومن يفحص ويحلل صفحات الإخوان ومواقعهم على الشبكة العنكبوتية، سيلحظ أنهم مصرون على سبغ كل من يختلف مع منطقهم بألوان الضد، إذا كانوا هم الأبيض فالمخالف لهم أسود، وليس هناك ألوان رمادية أو وسطية، بل إنهم يبتكرون كل يوم كل صور العداء والهجوم ضد من ليس معهم، ووصل الأمر إلى أنهم يشوهون هذا المختلف أو المخالف هو وذويه بلا أى رحمة أو حد أدنى من الموضوعية أو الروية.. لذلك يشتط هذا المخالف أيضاً، ويبدأ فى البحث عن كل ما يعرى هذه الجماعة، لأن كل فعل له رد فعل، واللعبة الآن هى لعبة عض الأصابع بين النخبة الليبرالية والشارع السياسى المصرى، وهذه الجماعة التى يصر أعضاؤها كل يوم على إبراز وإبداع صور فاشية جديدة وأشكال عنف متطورة بخلاف العمليات الإرهابية المتوالية التى كشف جزء منها وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم فى مؤتمره الصحفى منذ أيام، والحقيقة أننى تابعت الاعترافات التى عرضت فى المؤتمر، لاثنين من أعضاء جماعة «أجناد مصر»، وأصابنى الذهول من قدرتهما على ممارسة القتل العمد والاغتيال بدم بارد وهما يحتاجان محللا نفسيا مخضرما ليكشف لنا كيف يفكر هؤلاء، وكيف يحصلون على أوامرهم، وكيف تدخل عقولهم ووجدانهم وتتحول إلى أمر واجب النفاذ؟ ومفرداتهم من يصوغها، وأفكارهم كيف تبلورت لأنهم جيل آخر غير جيل التكفيريين الأوائل؟! نحن أمام شباب من خريجى الأزهر ويرون فيما يفعلون جهاداً يقربهم إلى الله ويدخلهم الجنة، وهذا ما ذكره طالب الهندسة فى حادثة قنابل كوبرى الجلاء الذى ضبطه سائق التاكسى الشجاع حين قال إن قتله الشرطة ليحصل على تذكرة دخول الجنة، وهذا ما أدخله فى عقولهم الساذجة مشايخ القتل والفتنة أمثال وجدى غنيم الذى اعترف أحدهم أنه سافر له فى قطر ليأخذ منه أموالاً ليقتل بها أفراد الشرطة والجيش ويحرق مؤسسات الدولة. غنيم الإرهابى هذا لا يخفى ذقنه وهو يسجل بالصوت والصورة التحريض المباشر لتخريب مصر وتحويلها لمستنقع من الدماء وهو قابع فى الدوحة يمارس أقذر الأدوار التى يمارسها الخونة وعملاء وسماسرة الأوطان، لذلك كان لابد أن يخرج بيان الأزهر بالأمس ليعلن أن هذا الرجل من المفسدين فى الأرض وأنه- حسب الشرع- يطبق عليه حد الحرابة، ومجمل القول أننا أمام محرضين فى الخارج وممولين ومتآمرين، وصبية وإرهابيين فى الداخل، وعملاء، وهؤلاء يحتاجون من الجميع سواء شرطة وأمن وطنى أو مواطنين إلى اليقظة والمتابعة، لأن الحرب لم تنته وهم مصرون على القتال والتخريب لآخر نفس كما أسلفنا، والشوط لم ينته بعد مع الإرهاب والإرهابيين.. حفظ الله مصر وشعبها الطيب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة