توارت أخبار محاكمة القرن، وبدأت مرحلة جديدة فى حياة مبارك المواطن الذى يبحث عن حقوقه الدستورية، ويجاهد من أجل الإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية فى مستشفى المعادى.. دراويشه بدأوا فى تحويله إلى حكيم حريص على المواطن البسيط، حسن يوسف زاره زيارة تاريخية، وقال إنه يعيش فى مصالحة مع نفسه وضمير مرتاح، وقال الفنان التائب إن من يقل عن «أبوعلاء» المخلوع أو المعزول فهو قليل الذوق إن لم يكن قليل الأدب.. الرئيس المخلوع سيصوت للمشير السيسى «لأن المواطن البسيط عانى طوال السنوات الثلاث الماضية من الانفلات الأمنى، وتردى الوضع الاقتصادى، وحان الوقت ليستريح وتعود مصر لعافيتها».. هو حريص على المواطن البسيط الذى عاش أجمل سنوات عمره فى عهده، ومعجب بكلمة المشير التى قال فيها إنه يسعى إلى ألا يتعرض المواطن المصرى لـ«العوز».
صوت مبارك الانتخابى عبء على الانتخابات كلها، وليس على المشير وحده.. عبء على المستقبل، ومحاولات تبرئته من الخراب الذى خلفه حكمه استهانة بدماء الشهداء، وبثورة يناير النبيلة التى يمتهنها الآن كل من هب ودب.. المخلوع يتوقع صحوة اقتصادية مقبلة، ومع هذا رفض تسلّم راتبه ناقصًا، أرسلوا له فقط 12 ألف جنيه، ولم يقدروا تنازله عن مكافآت رتبه العسكرية التى قدرتها صفحة «آسف يا ريس» بـ 50 ألف جنيه، ولا تنازله عن جائزة نهرو أم 100 ألف دولار لمعهد الأورام، وعن أكثر من 28 سيارة مصنوعة خصيصًا له.. مبارك فى هذه اللحظة يخرج لسانه للذين أطاحوا به، هو سعيد لا شك لالتفاف بعض رموز نظامه السابق حوله.