أكرم القصاص

الثقة فى الشعب التانى

الأحد، 18 مايو 2014 06:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«هو الشعب كده».. «الشعب يستحق».. تسمع وترى كثيرا من الكلام والجمل التى تتهكم من الشعب أو تتهمه بالخنوع والضعف، أو الاستكانة، أصحاب هذه الاتهامات ليسوا أعداء أو خصوما، لكنهم مواطنون.. والمثير أن بعض هؤلاء يتحدثون باسم الشعب ونيابة عنه أكثر مما يتحدثون معه، ويتصورون أنهم يعرفون مصلحة الشعب وما يريده، ويسارعون باتهام الشعب أنه لا يعرف مصلحته.. هم من هذا الشعب، بكل ميزاته وعيوبه وتناقضاته، وفى النهاية هم من يضلله.

وقد عاد بعض زعماء الكلام، على صفحات التواصل، وفى الفضائيات بمناسبة الانتخابات الرئاسية ليلوموا الشعب على خياراته.

وهو مشهد رأيناه طوال السنوات الأخيرة، من كثيرين تصدروا المشهد السياسى والفضائى «التوكشوهى» كانوا يصحبون كلامهم بالقول «الشعب عاوز كده»، فإذا اختلفت اتجاهات الناس معهم، عادوا ليتهموا نفس الشعب. وكأننا أمام شعبين، شعب أول معهم، وشعب تانى يختلف معهم.

الشعب بسيط وفكرة الأغلبية الصامتة ليست بدعة، وهى فى كل الشعوب لا تطرح نفسها للانتخابات ولها مطالب، تتحدث فى السياسة حتى لو لم تمارسها، وهؤلاء غالبا وقعوا ضحايا لعمليات تضليل وآراء متناقضة، صوتوا فى استفتاءات وانتخابات بناء على قناعات أو بضغوط قناعات أخرى استمعوا فيها لمن تصوروا أنه يقول الحقيقة.

طوال 3 سنوات كانت هناك آمال كثيرة لدى المصريين بأنهم سيرون نتائج كفاحهم مترجمة، فى نظام يوحدهم ويجمعهم، ويتحدى بهم، لكنهم سرعان ما فقدوا الأمل، والتفاؤل ودخلوا إلى حالة الترقب والخوف والقلق.

الشعب المصرى بسيط بلا زيادة ولا نقصان، يعرف أنه باقٍ والآخرون راحلون، سواء كانت سلطة أو حكما أو غزوا أو تسلطا، غير طامحين فى السلطة.. يصبرون على صعوبة العيش لكنهم لا يصبرون على غموض الحال، يريدون من يطمئنهم ويحدثهم، لكن نفس الشعب يبتعد عن نخب وزعامات تضيع الكثير من الوقت والجهد فى جدل عقيم، ولا تقدم بدائل، وتعترض، وتهرب، زعامات حائرة محيرة، تزعم فهم كل شىء، وتقول الشىء وضده..

الشعب العام نظرته للسياسة أبسط وأكثر وضوحا، يعدون كل قادم فرصة، وسينتقدوه ويعارضوه، سيفعلون هذا مع غيره دون أن يشعروا بتناقض أو رغبة فى التشفى، المصريون وكل الشعوب يكرهون المجهول، والأوضاع المعلقة، يتفاءلون ويتشاءمون من أجواء التوتر والغموض والشحن، هم شعب واحد بكل ميزاته وعيوبه وتناقضاته، يثق إلى ما لا نهاية، ويفقد صبره بكل بساطة. لكنه يحتاج إلى من يحدثه، لا من يتحدث باسمه.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة