«أمى مع الثورة، وعيطت لخطاب مبارك العاطفى، وانتخبت خالد على وعصرت ليمون على مرسى، وأيدت 30 /6 وبتقولى حتنتخب السيسى.. أمى شئنا أم أبينا 70% من مصر».
«أمى ضد مبارك تماماً انتخبت حمدين وبعدين عصرت ليمون وقالت نعم لدستورهم ونعم كمان للدستور الجديد وحاليا مع السيسى تماماً.. إنه الإعلام»
أمى مع الثورة وعيطت لخطاب مبارك وانتخبت حمدين وبعده مرسى وعيطت على فض رابعة وعلى موت الضباط ومن كتر الموت بقت ضد الثورة».
«أمى كانت مع الثورة وفكرت تعيط وقت خطاب مبارك لكنها افتكرت بلاويه وكنست الشارع وزغردت يوم ما مشى وانتخبت عمرو موسى وقالت نعم للدستور وبتحب السيسى لكن كل ما تشوف بعض الكائنات الفضائية بيهللوا له تقول خايفة أكرهه».
«أمى ماكنش يفرق معاها مبارك ولا غيره لكن انتخبت حمدين وقالت ندى مرسى فرصة وبعدين زغردت يوم ما مشى ومعلقة صورة السيسى فى البيت وبتكره رقم 6 علشان 6 إبريل».
«أمى مابتعرفش تزغرد لكن عملتها يوم مبارك ويوم مرسى وبتحب السيسى لكن دلوقت قلقانة وتقولى أوعى تستهون بقلب الأم لكن مش طايقة بنفس الدرجة عبد الرحيم على والنشطاء و6 إبريل».
«أمى عيطت على مبارك وانتخبت شفيق لأنها بتكره الإخوان وقالت حنتخبه من غلبى ودلوقت كفرانة من كل حاجة وبتقول والله ما أنا رايحة أنا زهقت ومصر تعبت تقلش هى مصر مثلاً».
تلك كانت بعض عبارات مكونة من 140 حرفا كتبها بعض الشباب الذين أحترمهم على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، يحكى كل منهم عن أمه ولم يكن أحد منهم يوماً قد قال على جيل أمهاتهم جيل عرة كما قال البعض، ولكنهم بذكاء وفهم وإدراك حقيقى، يرون ما حدث فى مصر لجيل الأمهات منذ ثورة 25 يناير، فبمجرد كلمات بسيطة لخصوا ما الذى جرى فى بيوتهم وكأنهم يلخصون حال مصر أو كثيرا منها.
كانت الأمهات بعد يناير وقبله مختلفات، يجمعهن فقط حب الأبناء والخوف عليهم، ومازالوا كذلك، ولكن تفرقت بهم السبل فى غير ذلك، فكما قال الشباب هناك من بكت على مبارك، وهناك من تمنت أن يستطيع مرسى حكم مصر بالعدل، وهناك من انتخبت شفيق من الغُلب، وهناك غيرهم من ملايين الأمهات فعلن وفكرن باختلاف، ولكن المشكلة التى تبدو واضحة جلية من حديثهم عن أمهاتهم أن المرأة لم تعد تثق فى الشباب الذين كانوا يؤازرونهم من قبل، فهل يسأل أحد منهم نفسه لماذا كفر أغلب الأمهات بالشباب؟
من الأسهل أن يجيب شاب على هذا السؤال، بأن الإعلام والحشد ضدهم، هو الدافع للكفر بهم، ولكن دعنا نجنح للتفسير الأوقع والأصعب وهو أن الشباب، أغلب الشباب، بدوا للأمهات مجرد صوت للاعتراض على كل شىء ولا يبحثون عن طريق وسط يلتقطون فيه أنفاسهم، ويلتقون فيه مع أجيال أخرى تعيش معهم، الأمهات وهن نساء لهن فطرة يقال عنها الحاسة السابعة، كان أغلبهن يمثلن حزب الكنبة، ولكن فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر نفضت الأمهات التراب عن الكنب، ونزلن يوم 30 يونيو يوم أن احتاجت مصر الحشد الحقيقى، وفرحن بشباب تمرد، ولكن كما خيبت 6 إبريل الآمال، خيبت تمرد أيضاً بشبابها آمال الأمهات فى الشباب، فافترقوا وتنابذوا بالألقاب، ولذا فلا تعيبوا على الأمهات لأنكم لم تعطوهم ما يدافعن به عنكم، فكانت أمى وأمك كل فى طريق، ولكن تجمعت الأمهات أو على الأقل أغلبهن على الكفر بالصغار والكبار معاً.