الغرور.. حين تعتقد أنك وحدك تملك الحقيقة فى مجال مثل السياسة لا يعرف اليقين، أنت بذلك وقعت فى فخ الانتشاء بسكرة ما تعتبره انتصارا مؤقتا لما تعتنقه وتؤيده، لا تنس أن جماعة الإخوان ومن يواليها من منتسبى الإسلام السياسى تملكتهم تلك النشوة حتى استيقظوا منها فى ظلمة السجن وشتات الغربة.
الغباء.. أن تتطرف فى رأيك كثيرا وأنت لا تعلم الغيب، لو كنت واحدا ممن تمسحوا بثورة 25 يناير وحمدوا الله أن أحدا لم يصنفهم ضمن المعسكر الآخر، ثم باتوا ينافقونها ويلحسون أطراف ثيابها، ثم لعنوها حينما جاءت بمحمد مرسى، فستدرك فى وقت ما أن من عصروا الليمون لم يكن أمامهم خيار آخر، بالضبط مثلما أن كثيرين من شباب الثورة سيعصرون ما تبقى من الليمون ليتنخبوا مرشح الضرورة أملا فى أن يكون مخلصا وحازما لينقذ هذا البلد من عثرتهم، فهل لو فشل ستلومهم لأنهم لم يقدروا الضرورة حق قدرها؟
الجهل.. يقتنع الذين شفيت حناجرهم من الخرس فى 30 يونيو أنها وحدها الثورة الحقيقية، ويرفضون أنها مرحلة مكملة، فيكيلون لـ25 يناير ومنتسبيها الاتهامات ويخونون أهلها ويتناسون أنهم لولاها لظلوا أصفارا تائهة لا تعرف لها مكانا فى حسابات الوطنية، يسير الواحد منهم الآن كقطار هائج يوزع شتائمه على الناس ويحصد عداء مجانيا حتى مع هؤلاء الذين يتفقون معه فى نفس الأفكار.
الحماقة.. أن تفرط فى ثقتك بنفسك حتى تتصور أن كل معارضة لما تقوله هى تفاهات وحماقات وهذيان لأناس تعودوا المعارضة دون هدف، أتعلم بماذا يخوف الإخوان البسطاء من الناس حينما يريدون أن يشوهوا 30 يونيو.. إنهم يشيرون إليك وإلى أمثالك ممن يتشنجون فى القنوات وتتقاذف حمم الجهل من أقلامهم حينما يتحدثون عن حبهم للمشير السيسى وثقتهم فيه، ويلعنون كل معارض أو منتقد، يقولون للناس: «هؤلاء هم النخبة الجديدة التى ستقود البلد مجموعة الرويبضات والطبالين لا يحفظون عهدا ولا ذمة».
الخيانة.. أن تعتقد أن علو الصوت والمعايرة بأخطاء ما بعد 25 يناير سيعفيك نصيبك من الوزر، فأنت بشماتتك الأولى وسلبيتك ثانيا ثم بنفاقك للنظام الجديد ثالثا، تؤذى هذا البلد أكثر مما آذته الأخطاء العفوية لمن تسمى بعضهم بالنحانيح، أليس هؤلاء الذين طالبتم بعد اندلاع الثورة باحتوائهم واحتضانهم بالحب، ماذا تغير؟.. هل فقدتم قدرتكم على الحب، أم تيقنتم أن الاغتصاب أسهل وأسرع.